كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه الوحي
كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه الوحي، ذهب العُلماء في أشهر أقوالهم وأهلُ السيرة والآثار أن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان عُمرهُ أربعين سنة عندما نزل الوحيُ عليه، لقول عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-: (بُعِث النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو ابنُ أربعينَ سنَةً)،
كم كان عمر الرسول عندما نزل عليه الوحي
وكانت بداية نُزول الوحيِ عليه في شهرِ رمضان.وبقي النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد نُزول الوحي عليه ثلاث عشرةَ سنة في مكة، ثُمّ هاجر بعدها إلى المدينة، وبقي فيها عَشر سنين، وتُوفّي وكان عُمُره ثلاثًا وستّين سنة،[٤] فكانت مُدة نُزول الوحيِ عليه ثلاثًا وعشرين سنة، وكان ينزل الوحي عليه بالسورة كاملة، أو آياتٍ مُتفرِّقات، فيضُمُّها النبيُّ -عليه الصلاة والسلام- إلى بعضها حتى يكتَمِل نُزولها.
ابتداء نزول الوحي على الرسول عليه الصلاة والسلام
كان بدء نُزول الوحي على النبي -عليه الصلاة والسلام- في المنامات والرؤى بتحقُّقها كما يراها، لحديث عائشة -رضي الله عنها-: (أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ).
ثُمّ غلب على النبي حُبُّ الاختلاء بنفسه، فكان يمكث في غار حراء عدّة ليال يتعبَّد فيهنّ ويتأمّل، حتى جاءه الوحي في ليلة من الليالي التي كان يتعبّد بها، فقال له: اقرأ، فأجابه النبيُّ -عليه الصلاة والسلام-: ما أنا بِقارئ، فأخذه وغطَّه حتى أتعبه، فقال له مرةً أُخرى: اقرأ، فأعاد عليه نفس الجواب، فأخذه وغطَّاه مرةً أُخرى، وقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، فغطّاه مرةً ثالثة، ثُمّ أطلقه وقرأ عليه الآيات الخمس الأولى من سورة العلق، وهي قوله -تعالى-:(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
ونظراً لأهمّيّة الوحي في الدّين كان الإمام البُخاريّ قد بدأ صحيحه بِكتاب بدء الوحي؛ لبيان أنّه من أُصول الشّرع، والإيمان، وأنّ ما يأتي بعد ذلك من أحكام الدّين فهو مبنيٌّ عليها، وأمّا الإمامُ مُسلم فابتدأ كتابه بالإيمان؛ لأنه هو الأصل وما سواه فهو مبنيٌ عليه؛ لأنّ الوحي أساسٌ للأحكام الفرعيّة والأصليّة.
انقطاع نزول الوحي عن الرسول عليه الصلاة والسلام
إنّ انقطاع الوحي عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لا يعني عدم لقائه جبريل -عليه السلام-، وإنّما يعني انقطاع نزول القرآن عليه، وقد حصل هذا الانقطاع بعد بدء الوحي أوّل مرّة، أي بعد نزول سورة العلق، وقد تعدّدت الأقوال في تحديد مدّة هذا الانقطاع كما يأتي:
- نُقل عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- أنّ مدّة هذا الانقطاع لا تزيد عن أيّام، ورجّح الدكتور محمد أبو شهبة هذا القول، وقال إنّه لا يرى أنّ المدة قد تجاوزت الأربعين يومًا.
- رُوي عن ابن إسحاق أنّ المدّة كانت ثلاث سنوات.
- قال ابن كثير إنّها سنتان ونصف.
- ذُكرت أقوال أخرى بأنّ المُدّة كانت خمسة عشر يومًا وقيل إنّها ثلاثة أيّام.
إنَّ أوّل ما نزل من القرآن الكريم بعد عودة الوحي هو أوّل خمس آيات من سورة المدّثر، أمّا عن الحكمة من هذا الانقطاع فقد قال ابن حجر: "وكان ذلك -أي فتور الوحي- ليذهب ما كان -صلّى الله عليه وسلّم- وجده من الرَّوع، وليحصل له التشوّف إلى العود"،
وإنّ مسألة فتور الوحي كانت لأجل أن يستريح رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من المشقّة والعناء الذي لقيه بنزول الوحي إليه، حيث كان يُسبّب له جهدًا كبيرًا، وبانقطاع الوحي مُدّة سيشتاق الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- إليه فتهون عليه المشقّات والصِّعاب ولا يُبالي بها، وتزيد رغبته بنزول الوحي إليه، وتلقيّه لكلام ربّه وقدرته على الدعوة وتحمّل الأذى في سبيل نشر الدين وتبليغه.
ملخص المقال: نزل الوحي جبريل -عليه السلام- على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- أول مرة في غار حراء، وقال له اقرأ، ثم نزلت أول خمس آيات سورة العلق، وقد كان عمر النبي آنذاك أربعون عاماً، ثم حدث انقطاع للوحي ونزل بعد هذا الانقطاع أول خمس آيات سورة المدثر.