قمة جدة.. 6 عوامل تدعو للتفاؤل ولنجاح استثنائي
القمة العربية التي ستعقد اليوم في جدة تدعو للتفاؤل، وسط أجواء عربية اعتادت على التشاؤم والإحباط من القمم العربية.
وجميع الشواهد تشير إلى أن قمة جدة ستكون قمة ناجحة، وستدخل التاريخ ضمن القمم العربية القليلة الناجحة، وليست ضمن القمم العاثرة التي انتهت دون تحقيق الحد الأدنى من التوافق العربي.
وهناك اعتبارات عديدة لنجاح قمة جدة:
أول هذه الاعتبارات له علاقة وثيقة بمكان انعقاد القمة، والدولة المضيفة لهذه الدورة من القمم العربية.
الدولة المضيفة لها دور حيوي في نجاح أو فشل القمة. وفي قمة جدة يبرز دور موقع انعقاد القمة كعامل مهم من عوامل النجاح، وإضفاء الأهمية على القمة العربية.
ثانياً: نجاح أي قمة عربية مرتبط بعدد ونوع الحضور في القمة. قمم كثيرة شهدت حضوراً عربياً متواضعاً، ودخلت التاريخ ضمن القمم التي وصفت بالفشل.. الحضور في قمة جدة نوعي ومتميز، وعلى أعلى المستويات، ويبرز حرص الزعماء العرب على إعطاء هذه القمة الثقل الذي تستحقه.
ثم هناك الاعتبار الثالث لقياس نجاح أي قمة عربية، وهو نتائج القمة ومخرجاتها.
مخرجات القمم العربية هي مخرجات الحد الأدنى من التوافق العربي على القرارات. ليس المطلوب تحقيق الحد الأقصى، فهذا غير ممكن، وإنما تحقيق الحد الأدنى ممكن جداً في قمة جدة التي شهدت إعداداً مسبقاً وتوافقاً استثنائياً لقراراتها، وربما أبرزها تحقيق إجماع عربي على عودة سوريا، الملف العربي الشائك منذ سنة 2011.
علاوة على كل ذلك، يوجد اعتبار رابع للشعور بالتفاؤل تجاه قمة جدة، يتجسد في احتمال أن تؤسس هذه القمة لعهد عربي جديد، فيه من التوافق ما هو أكثر من التنازع. المنطقة العربية تتجه نحو التوافق، وقمة جدة ستعزز هذا المسار التوافقي العربي.
ثم هناك اعتبار خامس يدعو للتفاؤل تجاه قمة جدة، ألا وهو تزامن انعقادها مع بروز شرق أوسط مختلف يميل نحو إنهاء الخصومة، وتخفيف التوترات، وإغلاق الملفات الساخنة. شرق أوسط أكثر استقراراً وأكثر استعداداً للحوار بين عواصمه بدلاً من الخصومة التي استنزفت واتهمت الجميع خلال السنوات العشر الماضية.
أما الاعتبار الأخير للشعور بالتفاؤل تجاه قمة جدة فمرتبط أشد الارتباط بمسار تاريخي يمكن تسميته ببروز لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر. دول الخليج العربي هي مركز الثقل السياسي والدبلوماسي العربي، وقمة جدة ستؤكد أن قيادة الأمة خليجية حتى إشعار آخر.
لذلك كله تدعو قمة جدة للتفاؤل، وستدخل تاريخ القمم العربية كقمة ناجحة.