مؤشرات النمط الحجاجي
مؤشرات النمط الحجاجي، النمط الحجاجي هو أسلوب من أساليب اللغة العربية يُستخدم خلال الكتابة ، يتم الاستعانه به من أجل الدفاع عن وجهة نظر أو فكرة اقنع بها شخصًا معينًا ، أو لتفنيد آراء الغير أو الشغب على رأي معين ، وهدفه هو التأثير في المتلقي وإقناعه بوجهة نظر الكاتب في الموضوع .
نظرية الحجاج تركز نظرية الحجاج بشكل خاصّ على دراسة الفعاليّة الحجاجية اللغوية والاجتماعية، وتعتبر واحدة من الفعاليّات العقلانية التي تسعى إلى دحض آراء المعترض العاقل وإقناعه بما هو مقبول من الآراء المعارضة له، من خلال طرح عدد من القضايا التي تثبت للمعترض أو تنفي ما ورد حول هذا الرأي من قضايا.
النمط الحجاجي
تُبنى نظرية الحجاج على إنشاء النص الحجاجي من البرهنة باعتبارها منطلقاً استراتيجياً لذلك، وتبدأ خطوات بناء النص الحجاجي بتوظيف جميع العمليّات العقليّة التي تحفّز الفكر على الانتقال من قضية إلى أخرى، ومن الجدير بالذكر أنّ النص الحجاجي يستند إلى ما يسمّى بالاستقراء، والقياس، والاستدلال الجدليّ، والسببيّ في آن واحد لاستنباط الأفكار المقنعة وإقناع المعترض بها تماماً.
بالتفصيل؛ فإنّ الاستقراء هو عبارة عن إحدى العمليات العقليّة التي تأخذ بفكر الإنسان من حيّز التخصيص إلى التعميم، وأخيراً تقوده إلى استنباط الأفكار بشكل كليّ واستخلاصها، أمّا القياس فعلى العكس تماماً فهو الأخذ بالفكر من حيّز التعميم وتخصيصه لاستخراج أفكار جزئيّة.
أمّا الاستدلال بشقّيه، فيعتبر الأول بمثابة حركة فكرية تتولّى مسؤوليّة نقل الأطروحة إلى نقيض النقيض، أمّا السببي فيكمن دورها بإيجاد رابط وثيق بين الأسباب والمسبّبات. ولا بد لنا من الإشارة إلى أن الأنماط الحجاجية تنقسم إلى نمطين، وهما:
- المناظرة أو ما يسمى بالمحاورة الجدلية، وتعّد بمثابة خطاب استدلاليّ يعتمد على وجود مقابلة بين فريقين، كما تعتمد أيضاً على مجموعة من الشروط من أهمها وجود متناظرين ودعاوي.
- الخطابة والمعروفة أيضاً المحاورة الخطابية، وتعتبر الخطابة تخبّطاً عشوائيّاً وغير منظم في كتابة وترتيب الكلام، وتمتلئ بكثير من الأخطاء التي يصعب فهمها على المستمع، وهذه النظرية تقوم على مجموعة من الأسس في كتابتها كالمقدمة والسرد والحجاج والنهاية.
خصائص النمط الحجاجي
يمتاز النمط الحجاجي بعدد من الخصائص التي ينفرد بها عن غيره من الأنماط، ويعتبر هذا النمط بمثابة حجة لإبطال الآراء الأخرى وبالتالي إثبات ذلك بالدليل القطعي، ويسعى جاهداً إلى تغيير اعتقاد المعترض، ومن بين خصائصه:
- الاستدلال المنطقي.
- الاستدلال بالأمثلة والأحداث.
- استخدام أساليب الشرط. طرح الأسباب الوجيهة ونتائجها بشكل واضح.
- استخدام أسلوب الإقناع بالاعتماد على أدوات التوكيد.
- الاستدلال بالقرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية الشريفة والاقتباس منها بكثرة.
النمط الحجاجي هو أحد انماط النص ، وهو طريقة تعبير تستعمل بغرض الإقناع ، وله عدد من الخصائص التي تميزه في النصوص الأدبية:
- توظيف الحجج والبراهين والأمثلة والشواهد : وهي وسيلة لدعم الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها ، وفيها يطرح الكاتب قضيته وحججه ، ثم يطرح الطرح المعاكس ، ويفنده ويبطل حججه معتمدًا على الأمثلة والشواهد ليخلص إلى بيان صحة رأيه مثال :يصوم المسلم لأن الصيام فريضة الله ، وهنا ، ونلاحظ الحجة وهي ( الصوم فريضة ) .
- عرض الكاتب الحجج والبراهين دون عرض الآراء المخالفة ، ليترك للقارئ استنتاج عدم صحة الآراء الأخرى .
- استخدام المنطق أي مخاطبة العقل .
- الاستعانة بالبراهين والأدلة من المصادر والمراجع .
- الاستعانة ببعض الأساليب الإنشائية مثل أسلوب النهي والتحذير ، والغرض من استخدامها الإقناع .
- قلة الصور البيانية والمحسنات البديعية ( الأسلوب المباشر ) ، وهذا لأن الأسلوب الحججي يعتمد على استخدام العقل والمنطق ، الكاتب يُخاطب فيها مباشرةً المتلقي .
- استخدام اساليب التأكيد والنفي والتعليل والاستنتاج والتفصيل بطريقة تسلسلية منطقية ، إذا كان الكاتب يدافع عن فكرة معينة ، ويحاول أن يقنع ، بطبيعة الحال يستعين ببعض هذه الأساليب .
- أساليب الشرط : يساهم الشرط في الحجاج لأنه غالبًا يعطي الأسباب والنتائج معًا ، مثال ” من يتق الله يجعل له مخرجًا ” ، وإن تجتهد فسوف تنجح ، وهنا نلاحظ أن الأجتهاد سبب والنجاح نتيجة .
- الجمل التعارضية : عادة تحمل الجملة الحجاجية الكلمة وضدها أو الفكرة وضدها ، لأن التعارض والتضاد وسيلتا إقناع ، مثال العلم نور والجهل ظلام ، وهنا نلاحظ التعارض .
- أدوات التوكيد والعلل والسببية : هذه الأدوات تقوي المعنى وتؤكده وتعلله وترسخه في ذهني القارئ ، ومنها أن وإن ولأن وإذ وفاء السببية .
- استخدام الخطاب المباشر والجمل القصيرة .
- بروز ضميري المتكلم والمخاطب ، عادة ضمير المتكلم يعود على الكاتب أو الطرف الذي يتبنى رأيه ، ويعود ضمير المخاطب على القارئ أو المتلقي ، كأن يقول أنا أريدك أن تنجح .
- استخدام الأدوات المتصلة بالتعليل والاستنتاج ( بما ان – حيث – لاجل – اذن – لقد …) .
عناصر النمط الحجاجي
- استحداث الأخبار من الخبر.
- التفسير، ويُستخدم في هذه الآلية طرح الإشكاليّة أو القضية محور البحث كما هو الحال بالمناظرة.
- الإقناع، ويعتمد هذا الأسلوب على الحجج والبراهين التي تثبت صحة الأدلة، حيث يدافع المتناظر عن نظريّته بالاستناد إلى الأدلة الملموسة.
أهمية النمط الحجاجي
يسعى إلى الإقناع ويقدم لذلك الحجج والبراهين والأدلة :
- توجيه المرسل إليه ( القارئ) إلى قضية هامة من خلال تتبع الأسباب والمظاهر للوصول إلى النتائج.
- حمل المخالفين على تغيير آرائهم .
- تعويد القارئ على الأسلوب المنهجي .
- تشجيع القارئ على النقاش واحترام الرأي الآخر .
ومن الفرق بين النص الادبي والنص العلمي :
- يقدم النص العلمي حقائق علمية وموضوعه بعيدًا عن الخيال ، ولا يستخدم الصور الخيالية ، وبعيد كل البعد عن المحسنات البديعية ، ويعتمد على الحجة والإقناع والوضوح والدقة
- يقدم النص الأدبي موضوعه الوجدانيات والمشاعر ، مفرط في الخيال ، ويعتمد على الصور الخيالية والزينة اللفظية ، فيه شئ من الضبابية ، وحسن التصرف ويثير القارئ عن طريق الظلال والإيحاء .
المنهج الحجاجي
هو أحد النصوص الأدبية ، وكذلك يُطلق عليه النمط البرهاني ، وهو أسلوب يعتمد على تقديم البرهان والحجة .
الحجاج : هو تدعيم الرأي بحجج لإقناع الغير ، يهدف إلى طرح فكرة وتأييدها بالحجج والبراهين والأمثال والوقائع .
معنى البرهان اصطلاحًا : هو أسلوب تواصلي يرمي إلى إثبات قضية أو الإقناع بفكرة أو إيصال رأي ، أو السعي لتعديل وجهة نظر ما من خلال الأدلة والشواهد ، مثال النص الحجاجي ، إذا أردت النجاح فلابد من الكد والتعب والسهر ، لأن الراحة والنوم والخمول عواقبها تنافيه وتنبو عنه وتجرفك إلى مستنقعات الرسوب .
ومن مؤشرات النمط الحجاجي :
- غلبة الإستدلال المنطقي .
- ذكر السبب ، ثم النتيجة والاستشهاد .
- عرض الفكرة ثم الإكثار من الحجيج لتبيان صحتها والأمثلة الواقعية .
- بنية النص الحجاجي تنقسم إلى : الأطروحة ( رأي ): والتي بدورها تنقسم إلى مدعومة ومدحوضة – الانتقال من الطرح المعاكس لإسقاطه ونفيه ثم إلى الطرح المراد إثباته ، الحجاج (عرض الحجج والأدلة) ، النتيجة ( إثبات الرأي) .
- سيطرة الجملة الإخبارية .
- الموضوعية ( غياب أو التقليل من الذات ) .
- كثرة الروابط الحجاجية : إن – أن – قد – لقد – لام التوكيد – الباء الزائدة – الواو – الفاء- ثم – أو – وبعد – كلما –لما – إذن – لكن – هلا – لام التعليل – أما ، أدوات الشرط إن – لو .
- كثرة الحجج وتنوعها : دينية – قولية – واقعية – علمية – تاريخية – منطقية – المقارنة – قصة .
- ومن مؤشرات النمط التفسيري غلبة الضمير الغائب والمتكلم الذي يوحي بالموضوعية والحيادية .
أساليب النص الحجاجي
- أسلوب التأكيد : ويُستخدم فيه إن – قد .
- أسلوب الاستفهام ويُستخدم فيه هل – أ .
- أسلوب النهي ويُستخدم فيه لا .
- أسلوب النفي ويُستخدم فيه لم –لا .
- أسلوب النداء ويُستخدم فيه يا – أي – أيا .
مميزات النص الحجاجي
- القضية : الأطروحة أو الرأي وتتميز بكونها محل اختلاف بين المتحاججين ، فلا يمكن أن يقوم حجاج حول قضية متفق عليها ، وأطراف الحجاج : يجب أن يكون بينها اختلاف حول القضية موضوع الحجاج .
- أطراف الحجاج : ويجب أن يكون بينها اختلاف حول القضية موضوع الحجاج
- توظيف الحجج والبراهين والأساليب الحجاجية مثل التعريف والاستشهاد والمقارنة والشرح والتفسير والشواهد المتنوعة ( نقلية أو منطقية أو عقلية ) .
- الربط بين الفقرات والجمل بكل أنواع الربط التي بالإضافة إلى الربط تؤدي معاني أخرى مثل التوكيد والاستدراك والتعليل من ذلك مثال : الواو – الفاء – ثم – أو – لما – إذن – لكن – لام التوكيد- إن – لقد – الضمائر – أسماء الإشارة – الأسماء الموصولة .
- لغة النص الحجاجي تقريرية ( مباشرة ) : تعبر عن الأفكار بوضوح ومباشرة ، وليست لغة أدبية فهي خالية من الأساليب البلاغية لأنها تؤدي المعنى مباشرة .
عناصر النص الحجاجي
المقدمة
- عرض أطروحة الرأي ، الطرف الآخر في الموضوع ، أي أنك ستعرف بموقف الطرف الذي ستحاججه مع ذكر أدلته وبراهينه التي يستدل بها على صحة موقفه .
- القارئ يجب أن يطلع على أطروحة الطرف الآخر قبل أن يعرف الرد عليها .
العرض
- إظهار عدم صحة أطروحة ( رأي ) الطرف الآخر كأن تقول مثلًا وهذا رأي غير صحيح ، ولا يستند إلى أدلة مقنعة ، وتأتي بأدلة بطلان ذلك الرأي مما تراه مناسبًا من الأدلة والبراهين .
- تقديم الأطروحة البديل ( الرأي البديل) : الذي تراه صائبًا مع ذكر أدلتك وبراهينك عليها ( أدلة منطقية – أدلة واقعية – أدلة تاريخية – شواهد متنوعة من القرآن والسنة والأمثال …) .
مقومات النص الحجاجي
الربط بين الفقرات
يتميز النص بربط كل الفقرات بحروف العطف المعروفة مثل الفاء ، أو ، الواو ، ثم ، وأيضا حروف التوكيد وذلك لتأكيد المعنى بشكل أكبر وإقناع القارئ.
الرَّبط بين الجمل
يربط الكاتب الجمل مثلما يربط الفقرات ويكون ذلك عن طريق الأسماء الموصولة مثل واللذين ، واللتين ، و حروف العطف ، الذي ، والتي ، واللذان ، واللتان ،
استخدام مُعجم الموازنة والمقابلة والمجادلة
يستخدم الكاتب معجم الموازنة والمقابلة والمجادلة لأن كما ذكرنا سابقا يعتمد النص الحجاجي على الإثبات والحجج وهذا الاستخدام يساعد على إثبات المعلومات المطروحة في النص.
الفرق بين النمط الحجاجي والتفسيري
دائما يحدث خلط بين النمط الحجاجي والتفسيري ، لأن هناك مجموعة من الخصائص المتشابهة بينهم ، لذلك أوضح الباحثين الفرق بين النمطين وتم توضيح ذلك من خلال أن كلمة تفسير هي شرح المعلومة وتفسيرها وتوضيحها عن طريق تبسيطها وجعلها في صورة بسيطة ، أما الحجاجي تأتي من كلمة أحتج على شئ أي الاعتراض ورفض معلومة أو فعل.
ومن خلال هذا التفسير يمكن وضع الفرق بين النمط الحجاجي والتفسيري على أساس أن النمط التفسيري يعتمد على طرح معلومة موجودة ومؤكدة مثل الحقائق والمسلمات العلمية و الظواهر الطبيعية ويقوم على شرحها وتفسيرها وتوضيحها ويتم الاعتماد على هذا النمط غالباً في المقالات العلمية لتسهيل فهمها.
أما النمط الحجاجي يطرح فكرة غير مؤكدة ولها العديد من الآراء المختلفة التي تعتمد على وجهة نظر الشخص وتفكيره
بل هي فكرة جدلية وقابلة أن تحتمل مجموعة من الآراء الشخصية المختلفة كل حسب وجهة نظره وطريقة تفكيره ويحاول تغير هذه الفكرة وإقناع القارئ بوجهة نظره الخاصة ودائما يستخدم هذا النمط في المقالات الاجتماعية والأدبية.
كيفية كتابة النص الحجاجي
حتي تقوم بكتابة نص حجاجي بشكل واضح وصريح يجب الالتزام ببعض الخطوات وهي:
- يجب على في البداية اختيار الموضوع بشكل مناسب لنمط الحجاجي ، إذا كان الكاتب مجبر على موضوع النص فيجب اختيار الدقيق للمعلومات والتأكد من صحتها وايضا يجب تغطية الموضوع بكامل بدون ترك أي نقطة صغيرة حتى لا يحدث أي انتقاد للنص.
- القراءة الجيدة للموضوع قبل كتابة الإلمام بكل الجوانب والقدرة على تبسيطها وتوصيل الفكرة للقارئ بشكل سلس.
- يجب الاهتمام بقضية الأساسية للموضوع واستخدام الكلمات التي تعمل على جذب القارئ لموضوع النص الحجاجي.
- تلخيص المعلومات وأفكار الموضوع على هيئة فقرات ومحاولة البرهنة عليها بشكل سريع وسهل.
- يتم بدأ النص الحجاجي بالمقدمة ثم سرد النص ثم خاتمة الموضوع مثل أي نص آخر.