عاصمة الفلبين 2023
عاصمة الفلبين 2023، الفلبين (بالإنجليزيّة: Philippines)؛ هي دولةٌ تَقع في الجهةِ الجنوبيّة الغربيّة من المحيط الهادئ. يَعود تاريخ اكتشافِ الفلبّين إلى المُستكشف الإسباني ماجلان في عام 1521م، وأدّى ذلك إلى إنشاء مُستوطنةٍ تابعة لإسبانيا على الأراضي الفلبينيّة في عام 1566م، وأُطلق على الدولة اسم الفلبين نسبةً لملك إسبانيا فيليب الثاني.
عاصمة الفلبين 2023
شهدت الأراضي الفلبينيّة العَديد من الثورات ضدّ الاحتلال الإسبانيّ، وأعلن قادة الفلبين استقلالها في عام 1898م، ولكن وَصلها الاستعمار الأمريكيّ ورحل عنها في عام 1935م، وفي الفترة الزمنيّة بين 1942م - 1944م أصبحت تتبع للاحتلال الياباني، وفي عام 1946م حصلت على استقلالها الرسميّ.
مدينة مانيلا عاصمة الفلبين
تُعدّ مدينة مانيلا (بالإنجليزيّة: Manila) العاصمة الرسميّة والوطنيّة للفلبين، وتعدُّ المركز السياسيّ، والاقتصاديّ، والثقافيّ، والاجتماعيّ للدولة، وتقع ضِمن منطقة جزيرة لوزون، ويُعتبر نهر باسيج من مُسطّحاتها المائيّة، ويمتدّ على طول الساحل البحريّ الشرقيّ لخليج مانيلا. في عام 1975م تمّ صدور مرسومٍ رئاسيّ من أجل تحقيق الوحدة بين العاصمة والمدن والمناطق المُحيطة بها ضمن مركزٍ إداريّ واحد، وعُرِفَ بمسمّى منطقة العاصمة الوطنيّة. تُعدّ مدينة مانيلا المحور الرئيسيّ للتنمية في الفلبين، وخصوصاً المُعتمدة على الصناعة، وأيضاً تحتوي على ميناءٍ بحريّ يعدُّ من أهم الموانئ الموجودة في منطقة المُحيط الهادئ.
شَهدت مدينة مانيلا تطوّراً اقتصاديّاً سريعاً بعد نهاية الحرب العالميّة الثانيّة؛ حيث أُعيدَ بناء كافّة مكوناتها الحضاريّة، وأدّى ذلك لاحقاً إلى زيادة عدد سكّانها، وبالتالي حدوث اكتظاظٍ سُكانيٍّ وازدحامٍ مروريّ مع مجموعة من المشكلات الأخرى، ممّا أدى إلى تطبيق مجموعة من التدابير للمُساهمة في تقليل التأثيرات السلبيّة الناتجة عن هذه المشكلات.[٢] تحتوي مدينة مانيلا على مجموعةٍ من المعالم التاريخيّة والطبيعيّة، ومن أهمها الحيّ الصينيّ، ومتحف كاسا مانيلا، وخليج مانيلا، وحصن سانتياغو، وحديقة ريزال بارك.
الجغرافيّة
تصلُ المَساحة الجغرافيّة الإجماليّة لمَدينة مانيلا إلى 633كم² تُشكّل التضاريس الجغرافيّة للفلبين مَجموعةً من الجُزر عددها 7107، ويَعيش السكان في 860 جزيرة منها تتأثّر أغلبها بالعوامل الأرضيّة مثل البراكين، والزلازل، والأعاصير.
تشهد الجُزر الفلبينيّة تَنوّعاً في المَظاهر والتضاريس الجغرافيّة؛ إذ تنتشر على أراضيها السهول المُنبسطة التي تحتوي على تربةٍ بركانيّة، كما تُحيط بها مجموعةٌ من الجبال المُرتفعة، فتظهر الجبال في الجهة الشماليّة لجزيرة لوزون وتعيش بالقرب منها قبائل الكالينغا، أمّا في الجهة الجنوبيّة من الفلبين توجد جبال باغيو التابعة لقبائل الباغيو الذين يعملون في زراعة الأرز ضمن المناطق الاستوائيّة.
تنتشر في الفلبين الغابات التي تحتوي على أشجار فاكهةٍ متنوّعة، مثل: الأناناس، والمانجو، وجوز الهند، ويمتدّ ضمن أراضيها نهر باغسانجان وهو قريب من الأخاديد في شكله الجغرافيّ؛ إذ لا يَحتوي على ضفاف نهريّة، ويُحيط به وادٍ تغطّيه مجموعة من الصخور الجبليّة، وتغطّيها النباتات الخضراء، وتُشكل المدن جزءاً من الأشكال الجغرافيّة المنتشرة على أراضي الفلبين، ومن أهمها مدينة كيزون، ومدينة سيبو، ومدينة مانيلا (العاصمة).
المناخ
يعدُّ المناخ البحريّ المداريّ هو السائد في الفلبين، ممّا يُساهم في المحافظة على درجات حرارة دافئة في أغلب الأوقات؛ حيث يَتراوح متوسط درجات الحرارة السنويّة بين 23 - 32 درجة مئويّة، أمّا في مدينة مانيلا تصل درجة الحرارة الصغرى إلى 21 درجة، وترتفع درجة الحرارة الكبرى إلى 30 درجة مئويّة، وتصل درجات الحرارة في شهر كانون الثانيّ (يناير) إلى ما يُعادل 24 درجة مئويّة، أمّا في شهر حزيران (يونيو) تصل درجات الحرارة إلى 33 درجة مئويّة.
يُقدّر متوسّط الرطوبة السنويّة في الفلبين بحوالي 80%، ويُعتبر هطول الأمطار موسميّاً لذلك تشهد اختلافاً واضحاً في مُعدّلات هطولها بين الجُزر؛ بسبب تفاوت طبيعة هبوب الرياح فتهبّ رياحٌ موسميّة شماليّة في فصل الشتاء، أمّا في فصل الصيف تهبّ رياحٌ جنوبيّة غربيّة موسميّة. تَهطل أغلبُ الأمطار الغزيرة على السواحل الشرقيّة في الشتاء، ولكن في الصيف يُصبح الهطول على السواحل الغربيّة، ويتراوح المُعدّل السنويّ لتساقط الأمطار بين 96 - 406 سم.
التركيبة السكانيّة
يصل عدد السكّان التقديريّ لمدينة مانيلا إلى 12,946,000 نسمة في عام 2015م وفقاً للأمم المتحدة،[٦] وهذا العدد هو من إجماليّ عدد سكّان الفلبين الذي يُقدرُ بحوالي 102,624,209 نسمة وفقاً لإحصاءات عام 2016م، وبناءً على التقديرات الإحصائيّة لعام 2000م تمّ تقسيم السكان إلى مجموعاتٍ عرقيّة وهي: التغالو بنسبة 28,1%، والسيبيونو بنسبة 13,1%، والهيليجينون بنسبة 7,5%، وغيرها من الأقليات بحوالي 25,3%.
تتوزّع الديانات في الفلبين على النحو الآتي: المسيحيّة الكاثوليكيّة هي الأكثر انتشاراً بنسبة 82,9%، ويُشكّل السكان المسلمون نسبة 5%، وتعدُّ اللغة الفلبينيّة هي اللغة الرسميّة في الدولة، وأيضاً تُستخدم اللغة الإنجليزيّة بصِفتها لغةً رسميّةً ثانيّة. وصل الإنفاق الحكوميّ على التعليم في عام 2009م إلى 2,7%، أمّا الإنفاق على الصحة وصل في عام 2014م إلى 4,7% من الناتج المحليّ الإجماليّ.
الاقتصاد
تمكّن قطاع الاقتصاد في الفلبين من تحمل الأزمات الاقتصاديّة العالميّة؛ بسبب عدم اعتماده المباشر على الأوراق الماليّة الأجنبيّة، كما تمّ تخفيض نسبة الاستعانة بالعوائد الماليّة الناتجة عن الصادرات، وأيضاً شهد الاستهلاك في المجتمع الفلبينيّ مرونةً ساعَدت على ضبط ميزان الحسابات، مع ظهور استقرارٍ في قطاع المصارف، ومُستويات مُناسبة من الاحتياطات الماليّة الدوليّة. تُساهم مدينة مانيلا في العديد من المنتجات المتنوعة، مثل: المنسوجات، وزيت جوز الهند، والمواد الكيميائيّة، والصناعات الغذائيّة، كما تُعدُّ الميناء الرئيسيّ والتجاريّ للدولة.
ظهرت العَديد من الجهود الحكوميّة لدعم الإدارة الضريبيّة ومتابعة النفقات في الفلبين، ممّا ساهم في التقليل من تأثير الديون على الفلبين، مع ظهور صعوبة في تمويل العجز الماليّ، ولكن شهد الاقتصاد الفلبينيّ نموّاً متسارعاً في الفترة الزمنيّة بين أعوام 2011م-2015م بمعدّل وصل إلى 6%، كما ازدادت نسبة الاستثمارات الأجنبيّة المباشرة، مع انخفاض في مُعدّل البطالة خلال الفترة الأخيرة ووصل إلى 6,5%، ويُشاركها مُعدّل عمالة يتراوح بين 18%-19% من نسبة العاملين في الدولة.
يعيش ما يقارب 60% من السكان في الفلبين ضمن المَناطق الريفيّة الفقيرة، ويَعتمدون بشكلٍ مباشرٍ على الزراعة بصِفتها المَصدر الرئيسيّ للدخل؛ لذلك حَرصت الحكومة الفلبينيّة على دعم كلٍّ من النقل والصحة والتعليم ضمن البرامج الاجتماعيّة لدعم الفقراء في الدولة، ولكن ما زالت البُنية التحتيّة الاقتصاديّة تُعاني من عدم القدرة على تَحقيق التمويل، مع اعتماد الحكومةِ الفلبينيّة على الاستثمار في القطاع الخاص، ممّا يُساهم في دعم العديد من المَشروعات الكبرى ضِمن المشاركة بين القطاعين الخاص والعام في الدولة.