ممر النقل الاستراتيجي يحلّ مهمتين لروسيا

تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري سكفورتسوف، في "فزغلياد"، حول ممر النقل "شمال-جنوب" الذي سيبدأ بناؤه سنة 2024.

وجاء في المقال: وقعت إيران وروسيا اتفاقية لاستكمال بناء سكة حديد من شأنها أن تضمن التشغيل الكامل لممر النقل "شمال-جنوب". تشهد مشاركة رئيسي البلدين في ذلك على حجم الحدث. يمثل قسم سككة الحديد هذا أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا من الناحية الجيوسياسية والاقتصادية.

في وقت مبكر من العام المقبل 2024، قد تبدأ روسيا وإيران في بناء آخر جزء من سكة الحديد لممر النقل "شمال-جنوب". فهذا الجزء البالغ طوله 162 كيلومترًا من خط سكة حديد يربط شبكة سكك الحديد الإيرانية بشبكتي سكك الحديد الأذربيجانية والروسية. وسيمكّن ذلك من نقل البضائع عبر سكك الحديد مباشرة من سان بطرسبورغ (وساحل بحر البلطيق) إلى ساحل الخليج العربي والمحيط الهندي.

سيجري تقليص زمن تسليم البضائع من مومباي إلى سان بطرسبورغ إلى عشرة أيام، بينما يستغرق الطريق عبر قناة السويس 30-45 يومًا.

تتمثل مهمة روسيا الجيوسياسية في تحقيق فائدة لأذربيجان من خلال زيادة دورة البضائع عبر ممر النقل "شمال-جنوب". لن يجبر هذا باكو على التخلي عن إنشاء ممر زانجيزور المشترك مع تركيا، ولكنه سينقل أذربيجان من منطق "إما- أو" المفروض عليها من الغرب (مع اختيار من تصادق وضد من تقف) بمنطق "هذا- وذاك" ومراعاة مصالح جميع جيرانها.

لكن الأهم من ذلك، أن خط "شمال-جنوب" سوف يمكّن روسيا من زيادة صادراتها، على الرغم من العراقيل الخارجية. لن تتمكن الدول الأوروبية غير الصديقة من حظر الصادرات الروسية وسيتيح الممر لروسيا زيادة التجارة دون عراقيل مع دول آسيا وإفريقيا.