أسعار العملات

دولار / شيكل 3.29
دينار / شيكل 4.64
جنيه مصري / شيكل 0.21
ريال سعودي / شيكل 0.88
يورو / شيكل 3.92
حالة الطقس

القدس / فلسطين

الجمعة 20.24 C

خصائص مدرسة المحافظين في النثر

خصائص مدرسة المحافظين في النثر

خصائص مدرسة المحافظين في النثر

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

خصائص مدرسة المحافظين في النثر، مدرسة الإحياء والبعث اسم يطلق على الحركة الشعرية التي ظهرت في مصر في أوائل العصر الحديث، والتزم فيها الشعراء بنظم الشعر العربي على النهج الذي كان عليه في عصور ازدهاره، منذ العصر الجاهلي حتى العصر العباسي. ويعد رائد هذه المدرسة محمود سامي البارودي ومن أشهر شعراء هذا النهج: أحمد شوقي أمير الشعراء وحافظ إبراهيم شاعر النيل وأحمد محرم وعلي الجارم وغيرهم الكثير. والمقصود بهذا الاسم أنه كما تعود الروح لجسد ميت، فترد له الحياة بعد أن فارقته، فيبعث إلى الدنيا من جديد، كما هو الحال بالنسبة للشعر العربي، الذي استسلم إلى حالة من الجمود، أخذ على إثرها في الضعف والاضمحلال منذ سقوط بغداد سنة 1258 في أيدي التتار الذين قضوا على الخلافة العباسية وخربوا بغداد وهدموا دور العلم، وألقوا بألوف المخطوطات التي تضم الثقافة العربية وتحوي تراثها في النهر.

سمات المدرسة

حافظ شعراء هذه المدرسة على نهج الشعر العربي القديم في بناء القصيدة؛ فتقيدوا بالبحور الشعرية المعروفة، والتزموا القافية الواحدة في كل قصيدة. وتابعوا خطى الشعراء القدماء فيما نظموه من الأغراض الشعرية، فنظموا مثلهم في المديح والرثاء والغزل والوصف. كما جاروا في بعض قصائدهم طريقة الشعر العربي القديم في افتتاح القصيدة بالغزل التقليدي، والبكاء على الأطلال[معلومة 1] ثم ينتقلون إلى الأغراض التقليدية نفسها من مدح أو رثاء ونحوهما. كما أقدموا على استعمال الألفاظ على منوال القدماء فجاءت بعضها غريبة على عصرهم.

وعلى مستوى الألفاظ نسج شعراء مدرسة الإحياء على منوال القدماء في اختيار ألفاظهم، فجاءت فصيحة جزلة وتمسكوا بإحكام الصياغة، والأساليب البلاغية الشائعة في التراث الشعري القديم واقتبسوا من هذه الأساليب وضمنوها شعرهم، وحافظوا بذلك على الديباجة العربية الأصيلة، ورونق لفظها، وجرسها الموسيقي.

جاروا الشعر القديم – أيضاً – في تعدد الأغراض الشعرية في القصيدة الواحدة، فنجد فيها الغزل والوصف والمديح والحكمة أو نحو ذلك، وينتقلون من غرض إلى آخر كما كان يفعل الشاعر القديم.

وأقدم كثير منهم على مناظرة روائع الشعر العربي القديم، وقلدوها بقصائد مماثلة وزناً وقافية أو موضوعاً وكانت تسمى هذه بالمعارضة على نحو ما فعل شوقي في قصيدة نهج البردة التي عارض بها قصيدة البردة للإمام البوصيري.

وقد عارض كثير منهم روائع الشعر العربي القديم، وقلدوها بقصائد مماثلة وزناً وقافية أو موضوعاً، وأصبحت المعارضات ـ كما يقول أحد الباحثين ـ سمة من سمات العصر، بسبب كثرتها، حتى بدا إنتاج بعض الرواد، وكأنه في مجمله معارضة للشعر العربي القديم. على نحو ما ترى عند البارودي والكاظمي وشوقي وغيرهم، مع اختلاف أغراضهم في المعارضة؛ فقد تكون لترويض القول، واستكمال ثقافتهم الفنية والتمكن من الأداة التعبيرية، أو الاستفادة من معجم الأوائل الشعري، في المحاولات الأولى لنظم الشعر، وقد تكون معارضتهم فناً وإبداعاً لما تضمنته القصيدة التراثية من دلالة تاريخية أو حضارية، كالتي تضمنته بائية أبي تمام في فتح عمورية من ايحاءات تاريخية تعيدنا إلى عصر كانت للعرب فيه اليد العليا عسكرياً وسياسياً وثقافياً، فعارضها شوقي في قصيدته التي مطلعها:

الله أكبر كم في الفتح من عجب

يا خالد الترك جدِّد خالد العرب

بينما أكثر الشعراء من معارضة (البردة) لمناسبتها الروحية، ونجاح الشاعر في إعطاء الرسول عليه السلام صورة البطل المنقذ من ظروفهم القاسية التي يعيشونها، مع ما امتازت به من سهولة في اللفظ، وشمول في الرؤية، ودقة في التصوير. وقد يكون باعثهم على المعارضة هو التحدي والمنافسة الشعرية كما عند البارودي وشوقي

ورغم كل ما قدموه من تقليد وانتهاج لما هو قديم إلا أنهم استحدثوا أغراضاً شعرية جديدة لم تكن معروفة من قبل في الشعر العربي، كالشعر الوطني، والشعر الاجتماعي، والقصص المسرحي، ونظموا الشعر في المناسبات الوطنية والسياسية والاجتماعية. واعتمدوا في نظمهم على الأسلوب الخطابي الذي يلائم المحافل. وكان شعرهم في مجمله هادفاً، جاداً في معناه، تنتشر الحكمة والموعظة بين ثناياه.

خصائص مدرسة المحافظين في النثر

مدرسة المحافظين في النثر تتميز بعدة خصائص وسمات، ومن أبرزها:

  1. التقدير للتقاليد: يتمحور الكتاب المحافظ في النثر حول الحفاظ على التقاليد الأدبية والثقافية. يتبنى أسلوباً تقليدياً ويحافظ على القواعد اللغوية والبنية النصية التقليدية.
  2. اللغة الفصحى: يتميز الكتاب المحافظ في النثر بأنه يستخدم اللغة الفصحى بشكل دقيق ومتقن. يتجنب استخدام العبارات العامية أو اللهجات الإقليمية، ويسعى للحفاظ على اللغة العربية الفصيحة والنقية.
  3. الأسلوب الرسمي: يتميز الكتاب المحافظ في النثر بالأسلوب الرسمي والمتزن. يتجنب الإثارة العاطفية والتعبيرات المبالغ فيها، ويسعى للكتابة بأسلوب متناسق وهادئ.
  4. الاحتفاء بالتراث: يتمحور الكتاب المحافظ في النثر حول تأكيد القيم والتراث الثقافي للمجتمع، ويعكس تقديرهم للتراث الأدبي والفلسفي القديم. يميلون إلى الاستشهاد بالكتاب والفلاسفة الكلاسيكيين واستنباط الحكم والمبادئ منهم.
  5. الرفض للتجريح والتمرد: يتجنب الكتاب المحافظ في النثر الانتقاد اللاذع والهجوم الشديد على الأفكار أو الشخصيات. يسعون للحفاظ على الاحترام واللياقة في التعبير ويتجنبون الانخراط في النقاشات المثيرة.
  6. التأكيد على الاستقرار والتوازن: يعكس الكتاب المحافظ في النثر اهتمامهم بالاستقرار الاجتماعي والسياسي. يروجون للحفاظ على التوازن والتحفظ على النظام والهيكل الاجتماعي القائم.

هذه هي بعض الخصائص العامة لمدرسة المحافظين في النثر. يجب ملاحظة أن هناك تنوعاً وتفاوتاً في الأساليب والمدارس داخل هذه المدرسة، ولا يمكن عمم الخصائص على جميع الكتاب المحافظين بشكل مطلق.

اقرأ أيضا