العهد العثماني الثاني في ليبيا
العهد العثماني الثاني في ليبيا، كانت طرابلس الغرب العثمانية إيالةً بين عامي (1551–1864) وولايةً بين عامي (1864–1912) تابعةً للدولة العثمانية، بعد أن أخدتها من أيدي فرسان الإسبتارية في عام 1551 حتى الاحتلال الإيطالي عام 1911، وقد أجمع المؤرخون في ليبيا على تسمية هذه الفترة بتاريخ ليبيا الحديث .
شملت الولاية معظم مساحة ليبيا الحالية، وسميت بطرابلس الغرب كون طرابلس عاصمة الإيالة وتمييزاً لها عن إيالة أخرى وهي طرابلس الشام، حيث أن الاسم العثماني «طرابلس الغرب» يعني حرفيا «طرابلس في الغرب» لأن الدولة لديها بالفعل طرابلس أخرى في الشرق.
حدتها إيالة مصر من الشرق وإيالة تونس من الغرب.
التقسيمات الإدارية
سناجق الإيالة في منتصف القرن التاسع عشر:
- سنجق بنغازي: أصبح سنجقًا مستقلًا في عام 1863، ثم أصبح ولاية لفترة وجيزة، ولكن تم تحويله إلى سنجق مرة أخرى في عام 1888
- سنجق طرابلس
- سنجق الخمس
- سنجق الجبل الأخضر
- سنجق الجبل الغربي
- سنجق فزان
سناجق الولاية:
- سنجق طرابلس
- سنجق الخمس
- سنجق الجبل الغربي
- سنجق فزان
- سنجق بنغازي
العهد العثماني الثاني في ليبيا
العهد العثماني الثاني
كان السلطان العثماني قد بدأ يضيق بيوسف باشا وبتصرفاته في حكم طرابلس، خاصة عندما رفض يوسف مساعدة الدولة العثمانية في حربها ضد اليونانيين سنة 1829 وفي هذه الأثناء قامت ضد القرة مانليين ثورة عارمة بقيادة عبد الجليل سيف النصر واشتد ضغط الدول الأوروبية على يوسف لتسديد ديونه، ولما كانت خزائنه خاوية فرض ضرائب جديدة، الأمر الذي ساء الشعب وأثار غضبه، وانتشر السخط وعمت الثورة كل أنحاء طرابلس وأرغم يوسف باشا على الاستقالة تاركا الحكم لابنه علي وكان ذلك سنة 1832، ولكن الوضع في البلاد كان قد بلغ درجة من السوء استحال معها الإصلاح.
وعلى الرغم من أن السلطان محمود الثاني (1808-1839) اعترف بعلي واليا على طرابلس الغرب فإن اهتمامه كان منصباً بصورة أكبر على كيفية المحافظة على ما تبقى من ممتلكات الدولة العثمانية خاصة بعد ضياع بلاد اليونان والجزائر 1830.
وبعد دراسة وافية للوضع في ليبيا (ولاية طرابلس) قرر السلطان التدخل مباشرة وأعاد سلطته وحكمه على البلاد، ففي 26 مايو 1835 وصل الأسطول العثماني طرابلس وألقى القبض على «علي باشا» ونُقل إلى القسطنطينية، وانتهى بذلك حكم القرة مانليين في البلاد وتفاءل الأهالي خيراً بعودة العثمانيين ورأوا فيهم حماة لهم ضد مخاطر الفرنسيين في الجزائر وتونس.
كانت طرابلس إحدى أولى الإيالات العثمانية التي أصبحت ولاية بعد الإصلاح الإداري في عام 1865، وبحلول عام 1867 أُصلحت لتصبح ولاية طرابلس.
وجاءت ذروة تأثير السنوسية في ثمانينيات القرن التاسع عشر تحت حكم محمد المهدي السنوسي، الذي كان إداريًا ماهرًا وخطيبًا كاريزميًا. وكانت له 146 زاوية تمتد عبر الصحراء بأكملها، وقد نقل العاصمة السنوسية إلى الكفرة. أدى الحكم العثماني القاسي إلى تغذية دعوة الحركة السنوسية لصد الاحتلال الأجنبي. اللافت للنظر أن محمد المهدي نجح فيما فشل فيه الكثير من قبله، مُؤَمِّنًا الولاء الدائم له من قبائل برقة.
ظلت بلاد طرابلس جزءًا من الدولة العثمانية حتى كان غزتها إيطاليا في عام 1911، عندما بدأت تنهار الدولة العثمانية.
العهد العثماني الثاني في ليبيا يشير إلى الفترة التي تلت استعادة العثمانيين للسيطرة على ليبيا بعد اندلاع الثورة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي في العام 1911. تحت العهد العثماني الثاني، استمرت ليبيا كإقليم تحت سيطرة الدولة العثمانية.
بعد احتلال الإيطاليين لليبيا، شهدت البلاد نضالاً مستميتًا للتحرر من الاستعمار الإيطالي. وفي عام 1911، قامت ثورة ليبية تحت قيادة الشيخ عمر المختار للمطالبة بالاستقلال والحرية. وعلى الرغم من المقاومة الشرسة التي قدمها الليبيون، إلا أن الإيطاليين تمكنوا من السيطرة على البلاد وإقامة حكم استعماري.
ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى في عام 1914، تضعفت السيطرة الإيطالية على ليبيا. وفي العام 1918، تم هزيمة إيطاليا في الحرب واضطرت إلى الانسحاب من ليبيا. استغل العثمانيون هذه الفرصة لاستعادة السيطرة على البلاد.
ومنذ ذلك الحين، دخلت ليبيا مرحلة جديدة تحت الحكم العثماني الثاني. ولكن هذا العهد لم يستمر طويلاً، حيث تم تفكيك الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، وتم تقسيم الأراضي العثمانية بين الدول الانتصارية. وبعد ذلك، أصبحت ليبيا تحت الحكم الاستعماري الإيطالي مرة أخرى قبل استعادة استقلالها في عام 1951.