من هو عبد الرحمن منيف؟
من هو عبد الرحمن منيف؟، عبد الرحمن بن إبراهيم المنيف (و. عمّان صفر 1352ھ مايو 1933م،ت. دمشق ذو الحجة 1424ھ يناير 2004م،) هو خبير اقتصادي وأديب وناقد حداثي سعودي، عُد واحداً من أهم الكُتاب والرِوائيين العرب خلال القرن العشرين، وأشهر رُواة سيرة الجزيرة العربية المُعاصرة، وأحد أعمدة السرد العربي البارزة في العصر الحديث. ينتمي إلى بلدة قصيبا الواقعة على طريق عيون الجوى ‹شمال إمارة منطقة القصيم› في وسط الجزيرة العربية، السعودية. كان والده ‹إبراهيم العلي المنيف، ت. 1355ھ› من كبار تجار نجد (العقيلات) الذين اشتهروا برحلات التجارة بين القصيم والعراق، والشام. عُرِف ‹عبد الرحمن مُنيف وهذا اسم شهرته،› مفكراً وناشطاً سياسياً ‹حزبياً، ثم خبيراً اقتصادياً ‹حاصلاً على درجة الدكتوراه،› وكاتباً صحفياً ‹محباً للفن التشكيلي،› ثم مؤلّفاً روائياً ‹منصرفاً عن أعمال الصحافة،› وقاصاً، وكاتب سيرِ.
من هو عبد الرحمن منيف؟
مسيرته
ولد في عمان عام 1933م وعاش فترةً من طفولته في ظل إمارة شرق الأردن ثمّ في السعودية. أتم مراحل دراسته الأولى في الأردن وحصل منها على الشهادة الثانوية سنة 52م، ثم انتقل إلى العراق والتحق بكلية الحقوق في بغداد حتى عام 55م إذ جرى إبعاده بقرار سياسي مع مجموعة من الطلاب العرب. لينتقل إلى مصر لإكمال دراسته هناك. وقد ارتحل منذ عام 58م إلى يوغوسلافيا لإكمال دراسته العليا في جامعة بلغراد فحصل منها عام 61م على الدكتوراه في الاقتصاد ‹مجال اقتصاديات النفط، الأسعار والأسواق.› مارس العمل السياسي الحزبي زمناً ثم أنهى علاقته السياسية التنظيمية ‹الحزبية› رسميا بعد مؤتمر حمص 62م، وعمل بعدها في الشركة السورية للنفط ‹شركة توزيع المحروقات، مكتب توزيع النفط الخام، دمشق› حتى غادر إلى بيروت عام 73م حيث عمل في مجلة «البلاغ» اللبنانية وكان قد نشر أعماله الروائية الأشجار، وقد تزوج خلال تلك الفترة من سيدة سورية تدعى سعاد قوادري وأنجب منها ثلاث أبناء وابنة واحدة. لاحقا في عام 75م عاد ليقيم في بغداد، وتولى تحرير مجلة «النفط والتنمية» العراقية حتى عام 81م حيث غادر إلى فرنسا متفرغاً للكتابة. وقد عاد إلى دمشق خلال عام 86م، حيث صارت مقر إقامته الدائمة، إلى حين توفي، وبها دُفن، بناء على وصيته.
مولده
غادر والده إبراهيم بن علي المنيف مع إحدى قوافل التجارة ببلدته قصيبا بعيون الجواء شمال مدينة بريدة حوالي عام 1300ھ 1883م وظل يتنقل بعد ذلك بين مناطق العراق وعموم بلاد الشام، وكان يزاول التجارة بالمواشي والموارد الغذائية، وتزوج عدة زوجات من مكة وخارجها. وأخيراً تزوج من نورة الجمعان حوالي عام 1350ھ 1931م وكان والدها سليمان بن محمد الجمعان أحد أبناء قرية الروض بعيون الجواء بمنطقة القصيم ويعد أحد أفراد العقيلات من أهالي المنطقة المقيمين بالعراق.
ولد عبد الرحمن في الأول من شهر صفر لعام 1352 هـ الموافق 29 مايو 1933م وتوفي والده عام 1355ھ 1936م وهو لم يتجاوز الثالثة من عمره، فنشأ يتيم الأب ترعاه أمه التي كان لها دور في شحذ همته وحبه للعلم، وجدته لأمه (من أصل عراقي)، وقد كانت تلك المرحلة «عقد الأربعينيات» من أكثر المراحل أهمية في تاريخ مدينة عمّان التي وُلد فيها وتنقَّل بين حواريها وجبالها، وسوقها، وواديها (السيل)، ومسجدها الحسيني.
تحصيله العلمي
أتم مُنيف مراحل دراسته الأولى في عمان ثم من هناك بعث إلى المدرسة الإبتدائية إلى أن حصل على الشهادة الثانوية سنة 52م، تركت هذه الأعوام الأولى من عمره آثاراً عظيمة في تكوينه على الصعيد الشخصي وهو ما اعترف به في كتابه سيرة مدينة، وهو يتناول فترة الأربعينيات في عمان وحاول أن يجمع فيه تاريخ هذه المدينة العربية العريقة والتطورات التي عايشتها من بلدة بسيطة إلى أن صارت عاصمة كبيرة.
انتقل عبد الرحمن إلى بغداد والتحق بكلية الحقوق في ذلك العام حتى جرى إبعاده عام 55م لينتقل إلى مصر ويكمل دراسته في القاهرة. ارتحل منذ عام 58م إلى يوغوسلافيا لإكمال دراسته العليا في جامعة بلغراد الحكومية فحصل منها عام 61م على شهادة الدكتوراه في علم الاقتصاد ‹مجال اقتصاديات النفط، الأسعار والأسواق.›
نشاطه السياسي
خاض في العراق غمار النشاط السياسي خلال مرحلة مهمة من تاريخ العراق، ولكنه ما لبث أن اُبعِد بعد توقيع حلف بغداد عام 55م من العراق مع عدد كبير من الطلاب العرب.
مارس العمل السياسي الحزبي خلال فترة انضمامه لحزب البعث العربي الاشتراكي وأصبح عضواً في القيادة القومية زمناً ثم أنهى علاقته السياسية التنظيمية (الحزبية) بعد مؤتمر حمص عام 62م. وقد ظل مُنيف مناوئاً للأنظمة العربية ‹بشقيها الملكي والجمهوري› بعد هزيمة 67م التي كان لها آثراً بالغاً في نفسه ليبدأ ممارسة السياسة ولكن هذه المرّة عبر العمل الأدبي. عاد مرة أخرى إلى العراق عام 75م ثمّ غادر مرة أخرى إلى فرنسا عام 81م ‹متفرغا للكتابة› خلال بدايات الحرب العراقية الإيرانية، وقد صرّح في وقت لاحق أنه لم يكن مقتنعاً بقضية هذه الحرب، لأنها كانت حرباً مجانية، وليس لها ما يبررها، وبالتالي ليس لأحد أن يتفق معها. بقي إلى آخر أيامه معارضا للإمبريالية العالمية وظل رافضا للغزو الأميركي للعراق سنة 2003 ولكل ما ترتب عليه، رغم معارضته الشديدة لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
عمله الصحافي
بدأت اشتغالاته في الصحافة عام 73م عندما غادر دمشق إلى بيروت حيث عمل في مجلة «البلاغ» السياسية اللبنانية وكان قد أصدر باكورة أعماله الأشجار واغتيال مرزوق خلال ذلك العام، لاحقا عاد ليقيم في بغداد، وتولّى تحرير مجلة «النفط والتنمية» الاقتصادية العراقية حتى عام 81م حيث انصرف عن أعماله في الصحافة ‹مكتفياً بكتابة المقالات› وقد غادر إلى فرنسا متفرغاً لكتابة أعماله في الرواية ومؤلفاته الأخرى في الثقافة والاقتصاد والسياسة والسير الذاتية.
أعمال عبد الرحمن منيف
إليك بعض أعماله المعروفة:
- "نساء من طراز جديد": تعتبر هذه الرواية واحدة من أشهر أعمال منيف. تتناول قصة حياة مجموعة من النساء السعوديات اللاتي يواجهن تحديات المجتمع ويسعين للتحرر والتغيير.
- "ساعة الإنذار": تتناول هذه الرواية قصة رجل يدعى أحمد يواجه صراعًا داخليًا بين التقاليد والتحديات الحديثة. يقوم أحمد بتقييم حياته وتوجهه في مواجهة مجموعة من الأحداث التي تحدث له.
- "الطائر الجريح": تروي هذه الرواية قصة حياة رجل يُدعى أنس الشيخ، وهو طيار سعودي يعاني من صراعات داخلية ويحاول التغلب على أوجاع الماضي وإيجاد معنى لحياته.
- "أنا وهو وهما": تتناول هذه الرواية القصيرة قصة حب تنمو بين رجل وامرأة، وتعرض تأثير الظروف الاجتماعية والعواطف على هذا الحب.
هذه بعض أعمال عبد الرحمن منيف المعروفة، وتعكس تنوع مواضيعه وقدرته على استكشاف النفس البشرية وتصوير الواقع الاجتماعي. يجدر بالذكر أن لديه المزيد من الأعمال الأدبية التي يمكن استكشافها.