في اي سورة ذكرت الليالي العشر من شهر ذي الحجة
تبدأ اليوم أول أيام شهر ذى الحجة، آخر شهور العام الهجرى، فيُكثر المسلمون فيها من العبادة والأعمال الصالحة والذكر، لما لتلك الأيام العشر الأول من ذى الحجة من أفضلية خاصة دونًا عن باقى أيام العام، وتُوافق هذه الأيام موسم الحج، ويأتى ضمن هذه الأيام يوم عرفة الذى يُعد أفضل أيام السَّنة، كما يكون فى نهايتها يوم عيد الأضحى والذى يُسمّى "يوم النَّحر"، لكثرة ما يُنحّر أى يُذبح من الأضاحى تقربًا إلى الله.
ووردت الإشارة إلى فضل هذه الأيام العشرة فى بعض آيات القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ" ( سورة الحج : الآيتان 27 -28)، حيث أورد ابن كثير فى تفسير هذه الآية قوله: "عن ابن عباس رضي الله عنهما : الأيام المعلومات أيام العشر " ( ابن كثير ، 1413هـ ، ج 3، ص 239)، كما جاء قول الحق تبارك وتعالى ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾، ويقصد بالليال العشر، العشر من ذي الحجة. كما ورد عن المفسرين والعلماء. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:«إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ».
للأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة خصائص كثيرة، نذكرُ منها ما يلي : أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها في كتابه الكريم فقال عز وجل : {الْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (سورة الفجر: الآيتان 1 -2)، ولاشك أن قسمُ الله تعالى بها يُنبئُ عن شرفها وفضلها، أن الله تعالى سماها في كتابه "الأيام المعلومات"، وشَرَعَ فيها ذكرهُ على الخصوص فقال سبحان : {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} (سورة الحج: الآية 28)، وقد جاء في بعض التفاسير أن الأيام المعلومات هي الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة، أن الأعمال الصالحة في هذه الأيام أحب إلى الله تعالى منها في غيرها؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد" (رواه أحمد ، مج 2 ، ص 131 ، الحديث رقم 6154).
وبحسب دار الإفتاء المصرية، فإنه من الأقاويل المتداولة بشأن ماذا حدث في الأيام الأوائل من ذي الحجة، تقول إنّ الله سبحانه وتعالى غفر لسيدنا آدم فى اليوم الأول من شهر ذى الحجة، وفي اليوم الثاني استجاب الله سبحانه وتعالى لسيدنا يوسف عليه السلام، واستجاب لدعاء سيدنا زكريا فى الثالث من ذى الحجة، في اليوم الرابع تمت ولادة سيدنا عيسى علية السلام، وفي اليوم الخامس ولد سيدنا موسى.
وفتح الله سبحانه وتعالى أبواب الخير لنبينا محمد في السادس من ذي الحجة، وتغلق جميع أبواب جهنم التي يصل عددها إلى 30 بابًا من العسر، ويفتح 30 بابًا من الفرج للصائمين فى اليوم السابع من هذا الشهر المبارك، واليوم الثامن وهو الذي يعرف باسم يوم التروية، يليه يوم عرفة «وقفة عرفات» وفيه يغفر الله عز وجل الذنوب لعام مضى وعام مقبل، ثم أول أيام عيد الأضحى المبارك وهو العاشر من ذى الحجة.