ما حكم من لا يضحي في العيد
ما حكم من لا يضحي في العيد، تفصلنا أيام عن حلول عيد الأضحى المبارك 2023، ويحرص الكثيرون على شراء الذبائح وفديتها باعتبارها سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وكنوع شكر لله تعالى على النعم التي أنعم الله بها عليهم وتجزي عن صاحبها وأهل بيته وبدأ البعض يتساءل ما حكم من لا يضحي في العيد وهو قادر؟
ما حكم من لا يضحي في العيد
حكم من لا يضحي في العيد وهو قادر، وفقًا لما أعلنته دار الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني حيث قالت الدار في حكم الأضحية إنّها سنة مؤكدة -أي إنه لا إثم في تركها- يفوت المسلمَ خير كبير بتركها إذا كان قادرًا على القيام بها، فعن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا». رواه ابن ماجه والترمذي وقال: حديث حسن غريب. ورواه الحاكم وصححه.
الأضحية
وذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها، منهم أبو حنيفة ومالك في أحد قوليه، وممن قال بأنها سنة من ذهب إلى أنها سنة عين، لا تجزئ إلا عن صاحبها فقط، ومنهم من ذهب إلى أنها سنة عين في حق المنفرد، وسنة كفاية في حق أهل البيت الواحد، وهذا رأي الشافعية والحنابلة، وهو ما نميل إليه، فالشخص يضحي عن نفسه وعن أهل بيته ولو بالشاة الواحدة. قال أبو أيوب الأنصاري: «كُنَّا نُضَحِّي بِالشَّاةِ الْوَاحِدَةِ يَذْبَحُهَا الرَّجُلُ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ثُمَّ تَبَاهَى النَّاسُ بَعْدُ فَصَارَتْ مُبَاهَاةً». أخرجه مالك وصححه النووي في المجموع.
وتابعت الدار بأنّ أهل البيت الواحد هم من تلزم الشخص نفقتهم، ومعنى كونها سنة كفاية سقوط المطالبة عن الجميع بفعل الواحد منهم، لا حصول الثواب لكل منهم، إلا إذا قصد المضحي تشريكهم في الثواب.
ومما يُستدل به على عدم وجوب الأضحية مع توفر القدرة عليها:
1) ثبت عن أبى بكر وعمر أنهما لم يضحيا مخافة أن يقتدى الناس بهما ظنا بوجوبها
2) بلال بن رباح رضى الله عنه ضحى بديك.
3) عبد الله بن عباس رضى الله عنهما بعث عكرمة بدرهمين ليشترى له لحما يوم العيد وقال له: من لقيك فقل له: هذه أضحية ابن عباس
4) عبد الله بن مسعود رضى الله عنه لم يدع حجة لمحتج بوجوبها، لا على المعوزين، ولا على الموسرين، فقد روى الشاطبى فى الإعتصام: (و قال إبن مسعود: أنى لأترك أضحيتى، وإنى لمن أيسركم، مخافة أن يظن الجيران أنها واجبة)
والراجح أن الأضحية سنة مؤكدة للقادرعليها، فيُضحى الإنسان عن نفسه وأهل بيته. لكنه لا يأثم من لم يضحّ، وهو قادر على الأضحية، وإنما يُفَوت على نفسه الأجر المترتب عليها، إلا أن يكون قد نذر أن يضحى، فيجب عليه أن يفى بنذره ويضحى.