اشتهر احد الاغنياء في مدينته بالكرم الشديد

كان أحد الأثرياء في مدينته يشتهر بالسخاء والكرم الشديدين، حيث كان يُعتبر داعمًا لكل المحتاجين والفقراء.

كان لديه ثروة طائلة ومال وافر، وكان يتبرع بسخاء ويقدم المساعدة بلا تردد. ورغم هذا السلوك الإيجابي، كان هناك عادتان سيئتان يتبعهما.

كان يقوم بإذلال الفقراء والمحتاجين أثناء إعطائهم الصدقات. عندما يأتي إليه أحد الفقراء يطلب منه درهمًا، كان يتلاعب بهم علنًا أمام الجميع. كان يقول بصوت مرتفع: "هل تريد درهمًا واحدًا فقط؟ لا يكفيني أن أعطيك درهمًا واحدًا فقط، خذ هذه الدراهم العشرة". هذا السلوك كان يُسيء إلى مكانتهم ويُهينهم.

بسبب هذا التصرف، بدأ الفقراء في التجنب منه وعدم طلب المساعدة، رغم أنه كان يساعدهم بشكل كبير. كانوا يتمنون أحيانًا أنه يتوقف عن مساعدتهم لكي لا يستمر في التفاخر بهذه الطريقة المهينة أمام الآخرين.

ولكن الثري لم يتراجع عن هذا السلوك السيء، وظل يتصرف به على الرغم من تحذيرات الفقراء والانتقادات الموجهة له.

في يوم من الأيام، قرر شخص ما أن يعلم الثري درسًا لا يُنسى، وأن يُظهر له أن سلوكه سيء للغاية ويخل بالقيم والأخلاق. قام هذا الشخص بتنفيذ خطة، حيث جلس في الطريق الذي يمر منه الثري كعادته. ارتدى ملابس بالية وقديمة ووضع أمامه كوبًا صغيرًا فارغًا. قام بإخفاء جزء من الكوب في التراب، ثم انتظر حتى مر الثري من أمامه.

عندما توقف الثري، سأله الشخص الفقير: "يا أخي، هل يمكنك أن تضع لي درهمًا في هذا الكوب؟". فأجابه الثري بنبرة التفاخر: "بالطبع، سأملأ هذا الكوب بالدراهم والنقود الكثيرة". ثم قام بنادي أحد مساعديه وأمره أن يملأ الكوب بالنقود.

بدأ المساعد في وضع درهم تلو الآخر في الكوب، حتى وصلت النقود إلى مئة درهم، ولكن الكوب لم يمتلئ. حاول الثري ملء الكوب بنفسه، لكن دون جدوى. وعندها، أخبره ال