ما العقاب الذي حل بقوم ثمود
قوم ثمود
أرسل الله -تعالى- نبيّه صالح -عليه الصلاة والسلام- إلى قوم ثمود، وهي قبيلةٌ من قبائل العرب كانت تسكن بمكانٍ يسمّى الحِجْر، وقد أنعم الله -تعالى- عليهم بحضارة العمران والبنيان إلّا أنّهم كانوا جاحدين لتلك النِّعم مُشركين بالله، فقد كذّبوا نبيّهم صالح -عليه السلام- وكذّبوا رسالته، وطلبوا منه دليلاً يُثبت صدق رسالته، فأيّده الله -تعالى- بمعجزةٍ من عنده، ولم يصدّقوه يضاً، فأرسل الله -تعالى- عليهم عذاباً جزاء كفرهم وعِنادهم.
هلاك قوم ثمود بالصيحة
أرسل الله -تعالى- الصيحة على قوم ثمود جزاء كفرهم وعِنادهم وعدم تصديق رسولهم صالح -عليه السلام- الذي دعاهم لعبادة الله وحده وعدم الإشراك به،
قال -تعالى-: (وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ)،
وقال: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ)،
ويُراد بالصيحة: الصوت القوي جداً،
وقد وردت الصيحة بألفاظٍ أخرى،
منها: صاعقة العذاب الهون، والقارعة، والطاغية، والدمدمة، والتسوية، والرجفة، والجثوم في الدار،
ومن الآيات الواردة في ذلك:
قوله -تعالى-: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)،
وقوله: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ*فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ)،
وقوله: (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا).
جانبٌ من دعوة نبي الله صالح لقوم ثمود
برزت عدّة جوانب في قصة ودعوة صالح -عليه السلام-، يُذكر منها:
بعث الله-تعالى- نبيّه صالح -عليه الصلاة والسلام- إلى قوم ثمود يدعوهم لعبادة الله وحده وعدم الإشراك به، وأيّده -سبحانه- بمعجزةٍ تدلّ على صدقه، وكانت معجزته ناقةً خرجت من صخرةٍ حدّدها القوم، واشترط عليهم صالح -عليه السلام- عدم التسبّب بأي أذى في الناقة،
قال -تعالى-: (وَإِلى ثَمودَ أَخاهُم صالِحًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ قَد جاءَتكُم بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكُم هـذِهِ ناقَةُ اللَّـهِ لَكُم آيَةً فَذَروها تَأكُل في أَرضِ اللَّـهِ وَلا تَمَسّوها بِسوءٍ فَيَأخُذَكُم عَذابٌ أَليمٌ*وَاذكُروا إِذ جَعَلَكُم خُلَفاءَ مِن بَعدِ عادٍ وَبَوَّأَكُم فِي الأَرضِ تَتَّخِذونَ مِن سُهولِها قُصورًا وَتَنحِتونَ الجِبالَ بُيوتًا فَاذكُروا آلاءَ اللَّـهِ وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ).
نقض قوم ثمود الشروط التي وضعها صالح -عليه السلام- وقتلوا الناقة، فقد كذّب قوم ثمود بنبيّهم ورسالته استكباراً وعلّواً في الأرض، وتكبّراً عن الحقّ، ثمّ اتّفقوا على قتل الناقة وقد حذّرهم صالح -عليه السلام- من ذلك.
أرسل الله -تعالى- العذاب على قوم ثمود بعد تكذيبهم وعِنادهم وكفرهم وقتلهم الناقة، فقد أقام عليهم الحُجّة بإرسال نبيّه ودعوته لهم لعبادة الله وحده وعدم الإشراك به شيئاً،
قال -تعالى-: (فَأَخَذَتهُمُ الرَّجفَةُ فَأَصبَحوا في دارِهِم جاثِمينَ*فَتَوَلّى عَنهُم وَقالَ يا قَومِ لَقَد أَبلَغتُكُم رِسالَةَ رَبّي وَنَصَحتُ لَكُم وَلـكِن لا تُحِبّونَ النّاصِحينَ)،
وقال أيضاً: (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ*فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ*فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).