من هو النبي الذي حرمت عليه جميع نساء الارض

الإجابة هي :  النبي شيث عليه السلام

من هو النبي شيث عليه السلام

يعد النبي شيث عليه السلام، الإبن الثالث لسيدنا آدم عليه السلام، وقد ولد بعد 120 عاما من حياة سيدنا آدم، ولد شيث بعد خمس سنوات من قتل قابيل لأخيه هابيل، ويرجع معنى اسمه إلى “هبة الله”، لأنه جاء بعد مقتل هابيل وخلافاتهما، وكان ربطا لقلب آدم وحواء.

وعندما حان موعد وفاة آدم، كلف شيث بتعليمه العلوم والمعارف، فعلمه آدم ساعات الليل والنهار وعبادة الخلوة في كل ساعة منه، كما أخبره بطوفان سيدنا نوح عليه السلام.

وهكذا، كان النبي شيث عليه السلام يمتلك علما لم يكن يمتلكه أحد آخر في زمانه، لأن آدم كان يعده ليكون خليفة بعده.

واستمر سيدنا آدم، في فراش الموت لمدة أحد عشر يوما، في ذلك الوقت أوصى شيث ابنه بأن يحفظ العلم الذي تعلمه من آدم ويخفيه عن قابيل وولده، على اعتبار أن قابيل كان يحسد هابيل على علم والده، وقتله.

وأخفى شيث العلم عن قابيل وولده، وانعدام وجود هذا العلم عندهما جعل ذريتهما سيئة، حد انتشار السوء في الأرض، وظهور أشياء محرمة كالموسيقى والمعازف.

وعند وفاة سيدنا آدم عليه السلام، نزل سيدنا جبرائيل وأخبر شيث بضرورة صلاة الجنازة، وذلك باستحضار ثلاثين تكبيرة، خمس منها للصلاة وعشرون لتفضيل آدم عليهم، تم دفن سيدنا آدم وحواء، زوجته، في غار في جبل أبي قُبيس، الذي يعرف اليوم باسم “غار الكنز”، وماتت حواء بعد آدم بسنة واحدة، وتم استخراج جثتيهما من قبل سيدنا نوح عليه السلام خلال فترة الطوفان، وتمت إعادة دفنهما في مكانهما الأول بعد انحسار الطوفان.

ويعتبر النبي شيث عليه السلام من الأنبياء الذين لهم ذكر في القرآن الكريم، وقد كان من بين المؤمنين الذين عبدوا الله واتبعوا دين آدم عليه السلام، ووصل علمه وتعاليمه إلى الأجيال اللاحقة، حيث كانت تروى قصصه وحكاياته لإيصال الدروس والعبر للناس، وترسيخ قيم الإيمان والتقوى في قلوبهم.

لماذا حرم الله الزواج على النبي شيث؟

كان يعتاد آدم وحواء في السابق، على أن تلد حواء في كل مرة ذكرا وأنثى، الشيء الذي جعل آدم يقوم بتزويج ذكر الحمل الأول بأنثى الحمل الثاني والعكس صحيح.

وعندما أراد آدم تزويج أخت قابيل بابنه هابيل، انتاب قابيل حسدا وطمعا في أخته الجميلة، فسألها عن طريق آدم، إلا أنها رفضته بسبب عدم جوازهما شرعا.

وبالرغم من ذلك، قرر قابيل أن يتزوجها بالقوة، لأنه كان يعتقد أنه نفسه وأخته أفضل من هابيل، لأنهما من السماء، في حين أن هابيل من الأرض.

وحينئذ، اقترح آدم أن يقدم كل منهما قربانا لله، وسيتم تزويج الفائز بابنته، ليقدم هابيل حيوانا من ماشيته، في حين قدم قابيل قربانا من محصوله الزراعي، ولكن لم يرض الله قربان قابيل، الشيء الذي دفعه إلى قتل هابيل، وهذه الجريمة كانت أول حادثة قتل وقعت على الأرض.

وبعد وفاة هابيل، عوض الله آدم وحواء بابنهما شيث عليه السلام، وكما هو معروف في شريعة آدم عليه السلام، فإن زواج الأخت من أخيها غير التوأم ليس حراما، وكان لذلك مصلحة عامة لحفظ النسل من الاندثار، ومع ذلك، فإن زواج الأخت من التوأم حرام ولا يجوز.

وعندما رزق الله آدم بابنه شيث، تباينت الآراء حول ما إذا كان شيث وحيدا في ولادته أم كان مع شقيقته، ومهما كان الأمر، فإن الذكور الآخرين لم يكونوا موجودين في ذلك الوقت، لذلك فإذا كان لشيث شقيقة، فلم يكن ليسمح لهما بالزواج، بسبب أنهما من بطن واحدة ووفقا لشرع آدم، فقد حرم على النبي شيث الزواج من نساء الأرض جميعا.

ويقول ابن علان رحمه الله تعالى، “كان شرع آدم عليه السلام أن يكون حواء كانت بمنزلة الأقارب الأبعد، وحكمته تعذر التزوج، فاقتضت مصلحة بقاء النسل تجويز ذلك”. وبالتالي، يتماشى التحريم على الزواج بين توأمي الذكر والأنثى مع تعاليم الله وشرع آدم عليه السلام في حماية الخلق وحفظ سلامة النسل.