المسكرات هي اسم لكل مايزيل العقل ويغطيه
المسكرات هي اسم لكل مايزيل العقل ويغطيه
الاجابة هي : صواب
المسكرات هي مصطلح يُستخدم لوصف أي مادة تؤثر على العقل وتغطيه، وهي غالباً تُستخدم للإشارة إلى المشروبات الكحولية والمخدرات
• حقيقة المسكرات والمخدرات:
المسكرات:
اسم لكل ما يُغطي العقلَ ويُخرجه عن طبيعته المميزة الواعية. سواء كان هذا المسكر جامدا أو مائعا، وسواء كان مطعوما أو مشروبا، وسواء كان من حَبّ أو تمر أو عنب أو لبَنٍ أو غير ذلك.
المخدرات؛
اسم لكل ما يورّث الكسل والضعف والفتور والاسترخاء.. سواء كانت نباتا؛ كالحشيش والقات ونحو ذلك. أو كانت عقاقيرَ مصنعة؛ كالحبوب والحُقن..
الخمر:
اسم لكل ما خامَرَ العقل؛ أي غطاه. سواء كان رطبا أو يابسا أو مأكولا أو مشروبا..
ولا فرق في هذه المسكِرَات والمخدرات بين القليل والكثير، مادام أصلها مخدّرا مسكرا
فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل مُسكر حرام، وما أسكرَ منه الفرَقُ فمِلْءُ الكفّ منه حرام". أخرجه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وعن عامر بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنهاكم عن قليل ما أسكرَ كثيرُه". أخرجه الدارمي والنسائي والدارقطني، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وعن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أسكر كثيرُه فقليله حَرام". أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
فقليل الخمر يدعو إلى كثيرها، والكأس منه تنادي على أختها، وتغري بغيرها، وهكذا حتى يصل صاحبها إلى حدّ الإدمان.
ولا عبرة بتغيرّ الأسماء وكثرتها، فتغيير المسمَّيَات لا يُغيرُ الحقائق، وستبقى الخمر خمراً ولو سماها شاربُها عسلاً..
فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليشرَبَنّ ناسٌ من أمتي الخمرَ يُسمّونها بغير اسمها". أخرجه أحمد وأبو داود وابن حبان، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
فلقد تنوعت الخمور الآن وأصبحت تسمى بأسماء مختلفة، كالمشروبات الروحية والمنشّطات والمنبهات.. وغير ذلك من الأسماء التي يُحسّنونها بها، فظهرَ في هذا الزمن ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "لا تذهب الليالي والأيام حتى تشربَ طائفة من أمتي الخمرَ، يسمونها بغير اسمها". أخرجه ابن ماجة وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
ولكن الشريعة الغرّاء التي أنزلها الله لكل زمان ومكان سَدّتْ الطريقَ على أولئك، فعرّفتِ الخمرَ بتعربف جامع يُحَرّمُ جميعَ أنواع المسكرات، طبيعية كانت أو صناعية، قليلة كانت أم كثيرة، ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام".
وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ بنَ جبل، قال لهما: "يَسّرَا ولا تعسّرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوَعا". قال أبو موسى: يا رسول الله، إنا بأرْض يُصنع فيها شراب من العسل، يقال له البِتْع، وشراب من الشعير، يقال له المِزْر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر حرام".
فكلّ مسكر حرام، كيفما كان لونه، وكيفما كان نوعه، وكيفما كان شكله... دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع، لا خلاف في ذلك بين العلماء ولا نزاع ولا إشكال..
أما الخمر؛ فقد قال الله تعالى عنه في آية مُحكَمة واضحة حاسِمة: ﴿ يأيهَا الذِينَ آمَنُوا إنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فاجْتَنِبُوهُ لعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطانُ أنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَة وَالبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾. (سورة المائدة: الآية 91).
أما ما سوى ذلك من المسكرات والمخدرات؛ فيدل على تحريمها عموم الكتاب، وكذا السنة والإجماع والقياس.
فالمخدرات والمسكرات
من الخبائث التي حرّمها الله تعالى ونهى عنها، فقال عز وجل في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾. وقال عز وجل: ﴿ قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾. فالله تعالى لم يُحلّ إلا الطيب النافع، ولم يُحرّمْ إلا الخبيث الضارّ، ومن رحمة الله بعبده أنه يَصُونه مما يضرّه، ويحميَه مما يُتلِفه، ولذا حرّم عليه ما يعود بالضرر على بدنه أو نفسه أو عقله أو ماله، كالخمر وسائر المسكرات والمخدرات.. ولم يُضيّق الله تعالى على عباده واسعاً، ولم يَحْرمْهم طيّباً، وإنما أباح لهم من طيبات الحياة وخيْرَاتها ما يزيد عن حاجتهم ورَغباتهم.. وكم في الأرض من خيرات وكنوز وزروع... وقد قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيّهَا النَّاسُ كُلوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾. وقال عز وجل: ﴿ يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾. وقال سبحانه: ﴿ يَسْأَلونَكَ مَاذا أحِلَّ لَهُمْ قلْ أحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَات ﴾...
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رجلا من اليمن قدِمَ فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شراب يَشرَبونه بأرضهم من الذرة، يُقال له المِزْرُ . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوَمُسكِرٌ هو؟". قال نعم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر حرام..".
وقاعدة التحريم في الكتاب والسّنة، أن ما ثبت ضررُه فهو حرام، والمخدرات والمسكرات تشتمل على ضرر في الدين والعقل والخلق والطبع والجسم، وضرَرُها على الفرد والأسرة والمجتمع واضح لا نزاع فيه ولا مِراء.
أسباب انتشار المخدرات:
المسكرات والمخدرات داءٌ انتشرَ في المجتمعات كالنار في الهشيم؛ لأسباب فرْدية وأسَرية واجتماعية.
فمن الأسباب الفرْدية التي ترجع إلى الفرْد المُدمِن للمسكرات والمخدرات: ضعفُ الإيمان ورِقة الدّين، والفراغُ والبطالة، ورُفقة السوء، وحبُّ الاستطلاع والتجربةِ والتقليد، والهروبُ من مواجهة المشكلات وعدمُ القدرة على حلها...
ومن الأسباب التي ترجع إلى أسرة المُدمِن: انشغالُ الوالدين، أو إدمانُ أحدِهما، وسوءُ التربية والرعاية، وشدةُ الضغطِ والقسوةِ على الأبناء...
ومن الأسباب التي ترجع إلى المجتمع: انتشارُ المسكرات والمخدرات في الأسواق والمحلات التجارية، وكثرة المروّجين والمهرّبين، وتقصيرُ المؤسسات التربوية والدينية في مجال التربية والتعليم، مع سوء ما تقدّمُه وسائلُ الإعلام من صُحُفٍ وقنوات ومَواقع...
أضرارُ المسكراتِ والمخدراتِ ومخاطرُها:.
إنها أمّ الخبائث ومفتاح كل شر؛ فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم: "لا تشرَب الخمرَ فإنها مفتاح كل شر". أخرجه ابن ماجة، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخمرُ أم الخبائث". أخرجه الطبراني في الأوسط، والطبراني في سننه، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وصدقَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فالمسكرات طريق إلى كل شرّ وسوء قد لا يخطر ببال. فهي مفتاحُ الزنا والقتلِ والسرقةِ... وهي الطريقُ إلى الانتحار، وسَبَبُ العقوقِ والحوادثِ المروريةِ وإهمالِ الزوجةِ والأولادِ والوظيفةِ، وغير ذلك من الشرور التي لا يُحيط بها إلا الله