من هو الصحابي الذي غسلته الملائكه
من هو الصحابي الذي غسلته الملائكه
حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ (المتوفي سنة 3 هـ) صحابي من الأنصار من بني ضبيعة من الأوس، أسلم، وخرج إلى غزوة أحد بعد أن سمع النفير وهو جُنُب، فقُتل يومها، قتلهُ شداد بن الأسود الليثي وأبو سفيان بن حرب اشتركا فيهِ. وقال النبي محمد ﷺ أن الملائكة غسّلته، فسُمّي غِسِّيل الملائكة
ألقاب حنظله بن أبي عامر:
لُقب بغسيل الملائكة: استشهد حنظله أثناء جهاده في غزوة اُحد في العام الثالث الهجري على يد شداد بن الأسود، ولُقب بغسيل الملائكة لأنه أثناء النداء للغزوة خروج من بيته مهرولا لُيُلحق بالرسول و الصحابى ولم يغتسل كما قالت زوجته جميلة بنت عبد الله حين علمت بخبر وفاته، حيث أن كان عرسه ليلة غزوة اُحد ووصل هذا الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم النبي أن الملائكة غسلته بماء المزن قائلا: «إني رأيتُ الملائكة تُغسل حنظله بن أبي عامر بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف فضة».
عريس السماء:
لقب حنظله بهذا اللقب أيضا حيث أنه كان عرسه كان ليلة غزوة اُحد الذي استُشهد بها.
صفات حنظله:
- كان حنظله من أشد المسلمين إيمانا بالله، ويحب الحق وقول الصدق.
- كان شديد الحب للرسول صلى الله عليه وسلم وكان يتقرب يوما بعد يوم للرسول.
- كان من أفضل المسلمين وكان سيد قومه وكانوا يفتخرون به.
قصة استشهاد الصحابي الذي غسلته الملائكة
كان الصحابي حنظلة بن أبي عامر الراهب -رضي الله عنه- قد تزوج من جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول، وقد استأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يبيت معها ويدخل بها. فأذن له رسولنا الكريم، وكان ذلك في الليلة التي تسبق غزوة أحد، ودخل بها بالفعل، وهو ما أكدت عليه زوجته جميلة بنت عبدالله التي استشهدت بأربعة من قومها، ثم اغتسل حنظلة وصلى مع النبي -صلوات الله عليه وتسليمه- الفجر، ولكنه عاد إليها مرة أخرى وكان معها على جنب.
ثم نُدي إلى الجهاد، فترك حنظلة زوجته وذهب ملبياً النداء فوراً دون أن يغتسل من الجنابة حتى يلتحق بالجنود والرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وهو يرتبهم في الجيش وينظم صفوفه ويكون من أوائل المسلمين الذين لبوا النداء إلى الجهاد في سبيل الله، وأثناء غزوة أحد التقى حنظلة بن أبي عامر بأبي سفيان بن الحارث الذي كان لا يزال مشركاً ولم يسلم، ونجح حنظلة في أن يُوقع أبي سفيان عن فرسه وأن يجز عنقه، لولا أن أبو سفيان قد استنجد ببعض المشركين، ونجح رجل منهم يُدعى شداد بن أبي الأسود في قتله بالسيف من الخلف، فسقط الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر الأنصاري شهيداً.
سبب تغسيل الملائكة الصحابي حنظلة بن أبي عامر
لبى حنظلة بن أبي عامر -رضي الله عنه- نداء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الجهاد في سبيل الله دون أن يغتسل من الجنابة، واضعاً الله ورسوله قبل أهواء نفسه ورغباتها، جاعلاً نفسه خير مثال على هؤلاء الذين قال عنهم المولى -عز وجل- في كتابه العزيز: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.
ولأنه صدق في إيمانه بالله ورسوله، جاءت مكافآته من الخالق -سبحانه وتعالى- مباشرةً، بأن جعل الملائكة هم من يطهرونه من جنابته ويغسلونه، فعلى الرغم من أن الشهداء لا يتم تغسليهم ويدفنون بدمائهم، كما أمرنا الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في الحديث النبوي الشريف: عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَجْمَعُ بيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِن قَتْلَى أُحُدٍ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ثُمَّ يقولُ: أيُّهُمْ أكْثَرُ أخْذًا لِلْقُرْآنِ فَإِذَا أُشِيرَ له إلى أحَدٍ قَدَّمَهُ في اللَّحْدِ، وقالَ: “أنَا شَهِيدٌ علَى هَؤُلَاءِ يَومَ القِيَامَةِ وأَمَرَ بدَفْنِهِمْ بدِمَائِهِمْ، ولَمْ يُصَلِّ عليهم ولَمْ يُغَسَّلُو”.
إلا أنه من أعلى المراتب التي لا ينالها سوى الصادقون الذي صدقوا ما عاهدوا الله عليه. هي أن تغسل الملائكة عبداً، والذي كان حنظلة -رضي الله عنه- المعروف عنه أنه “الصحابي الذي غسلته الملائكة”, كما جاء في الآية الكريم، وقد جاء هذا التكريم لِلصحابي حنظلة بن أبي عامر رضي الله عن، كما وعد رب العزة -تجلى في علاه- في كتابه العزيز، في قوله تعالى: { لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا}، وأيضاً قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا}.