المنمنمه هي
المنمنمه هي
المُنَمْنَمَة هي صورة مزخرفة في مخطوط. وقد اشتهرت بها المخطوطات البيزنطية والفارسية والعثمانية والهندية وغيرها، وتتواجد أقدم منمنمة للمدينة المنورة في العالم بدارة الملك عبد العزيز في الرياض، وهي عبارة عن رسم وصور زخرفية مرسومة على مخطوطة للمدينة المنورة، يعود تاريخها إلى ما قبل 500 عام.
ماهي المنمنة
يمكن تعريف المنمنة أو المنمنمة بأنها عبارة عن صورة منقوشة موجودة في مخطوط، فهو فن تقليدي في الدول الإسلامية وبعض الدول في قارتي أوروبا وآسيا.
وتحتوي دارة الملك عبد العزيز في العاصمة السعودية في الرياض على أقدم منمنمة في العالم للمدينة المنورة
حيث يعود تاريخ تلك المنمنمة إلى ما قبل 500 عام، وهي عبارة عن مخطوطة للمدينة المنورة تتضمن مجموعة من الرسومات والصور الزخرفية.
ولقد ظهرت المنمنمات في عدة مخطوطات هندية وعثمانية وفارسية وبيزنطية وغيرها.
وأُطلق اسم المنمنمات على التصوير الإسلامي، حيث اشتملت فلسفة هذا الفن على إطار عرفاني يتناول الدين والكون والإنسان.
وأهم ما يميز فلسفة هذا التصوير هو ربطها ما بين العالم المادي والعالم الروحي للوصول إلى الكمال الذي يميز مختلف الأعمال الفنية.
وعندما تطورت المخطوطات التي ناقشت المعارف الأدبية والعلمية تطور التصوير الإسلامي.
وتُعد المنمنمات أهم الوسائل التي استُخدمت في تسجيل صور العادات والتقاليد والطقوس والبيئة والفنون والعمارة والتاريخ في العصور الوسطى.
وهناك عدة مدارس لفن النمنمات وهي: المدرسة المغولية، المدرسة البغدادية، المدرسة التيمورية، المدرسة الصفوية، المدرسة المملوكية، المدرسة التركية، المدرسة الهندية، المدرسة المعاصرة.
ولقد ظهر دور الفنانون الإيرانيون في عدد كبير من تلك المدارس نتيجة تفاعل خبراتهم في المدرسة العباسية ببغداد خاصة عندما تولى البرامكة الحكم، حيث أسس الإيرانيون مدرسة المنمنمات في العاصمة العراقية.
وكان لكل مدرسة من تلك المدارس خصائصها ونشاطها الذي أوضح كيف تطور فن النمنمة في الدول الإسلامية.
هناك العديد من الفنانين الذين برزوا وأبدعوا في فن المنمنمات وأشهرهم:
- كمال الدين بهزاد: وهو من أشهر فناني المنمنمات الإسلامية، وكانت اللغة الفارسية هي لغته الأم، وفي عهد الشاه إسماعيل كان بهزاد مديرًا للمكتبة الملكية.
- يحي بن محمود الواسطي: وهو من أشهر الرسامين والخطاطين في عصره وعُرف عنه تميزه في فن المنمنمات الإسلامية، وكان واحدًا ممن أسسوا مدرسة بغداد للتصوير، واستخدم الواسطي الحبر الأسود الممزوج بحرق ألياف الكافور وزيت الخردل في تزيين كتاب (مقامات الحريري) بمائة منمنمة من رسوماته.
- نقاش عثمان: وهو رسام منمنمات شهير في الدولة العثمانية، وعن طريق فن المنمنمات ترجم عثمان الملحمة الفارسية للتركية، وهو أيضًا من رسامين سير الرسول صلى الله عليه وسلم.
- حسين بهزاد: وهو رسام إيراني اشتهر برسوماته المنمنمة، وكان له الفضل في الحفاظ على فن المنمنمة من الضياع والنسيان.
- مير سيد علي: وهو من فناني المنمنمات البارزين، ووالده هو الفنان مير مسافر، ولكن موهبة الابن فاقت موهبة الأب وذلك بشهادة المؤرخين.
- عمر علي راسم: وهو صحفي وخطاط جزائري عُرف عنه موهبته في فن المنمنمات ، ولقد أسس راسم مدرسة المنمنمات الجزائرية عام 1939.
- جان بوسل: برزت أعماله في مطلع القرن الرابع عشر حيث أبدع في رسم المنمنمات العثمانية ولوحات المناظر الطبيعية.
- لوكاس هورينبوت: وهو من الفنانين الذين أنتجوا أقدم منمنمات الصور الإنجليزية، كما تناول فن البورتريه المصغر.
- جان كلوي: كانت رسوماته في فن المنمنمات قريبة من الرسم الفلامنكي.
مدارس في فن المنمنمات
المدرسة العباسية (بغداد)
يقول بازيل غمري في كتابه (الرسم الإيراني): «يجب أن تبدأ دراسة الرسم الإيراني بالنسخ الخطية للعصر الفارسي، والمدرسة العباسية اسم يطلق على النسخ الخطية المذهبة والمزينة بالرسوم التي اهتم بها الخلفاء العباسيون وجمعوها في عاصمتهم بغداد». عرفت إسبانيا هذا الفن لمئات السنين، إلا ان شمال أفريقيا لم يشهد الا النمط الهابط منه. وحين أمسك البرامكة بزمام الامور في الدولة العباسية، قدم عدد كبير من الفنانين إلى بغداد ليكرسوا المدرسة التي اشتهرت باسم المدرسة البغدادية، والحقيقة ان هذا الموضوع يحتاج إلى دراسة تاريخية موسعة، إلا أن المعروف تاريخياً ان الكثير من الآثار القيمة لهذه المدرسة اتلفت في حوادث نهب مكتبات بخارى وسمرقند
كان الفنانون الإيرانيون من ذوي الذوق الرفيع أول مَن قام في القرون الأولى للهجرة بتذهيب القرآن الكريم وتزيينه، وتزيين حواشي الكتب بالنقوش الاسليمية والخطائية وأنواع الزخارف. ثم تطور هذا الابداع فيما بعد وأصبح للنقوش الاسليمية والخطائية أصولها وقواعدها المعروفة، وربما سنحت الفرصة للحديث عنها في موقع آخر. توسعت هذه النقوش في عصور السلاجقة والمغول والتيموريين، وتجاوزت مجال تذهيب الكتب لتشمل الفسيفساء ونقوش السجاد. بعد ابداع التصاميم والنقوش المعروفة، ظهر فن جديد هو رسم الصور والقصص، تجلت ارهاصاته في منمنمات المدرسة العباسية.
يذكر آرثر اپهام پوپ ان هناك نسخاً لكتاب كليلة ودمنة وكتاب في البيطرة الصيدلة باسم (دماتريا مديكا) ومقامات الحريري تحمل رسوماً على نمط منمنمات المدرسة البغدادية، وفي سياق الحديث عن المدرسة العباسية (بغداد) يقول بازيل غري: “باختصار لا يمكن تحديد تفاوت واضح بين المنمنمات الإيرانية التي انجزت في العصر العباسي ومنمنمات سائر أنحاء آسيا، ولعل الفرق الوحيد الذي احدثه الإيرانيون هو الانسجام في اعمالهم اثر حملات المغول على بلادهم، ويبدو انهم كانوا بحاجة إلى هزة شديدة ليكون نبوغهم قادراً على تدجين الفن الجديد وتطييعه بالوافد من الشرق الأقصى”.
المدرسة المغولية
شهدت هذه الحقبة تكاملاً ملحوظاً في فن الرسم واساليبه التقليدية، فقد كان فن المنمنمات في العصر السلجوقي محافظاً على هويته الإيرانية المحضة، بعيداً عن نفوذ الرسوم الصينية، وبعد انقراض السلاجقة استطاع الإيرانيون ان يحافظوا ـ بأعجوبة ـ على ثقافتهم التقليدية، وحين قدم المغول وقعوا تحت تأثير الثقافة الإيرانية، إلا انهم أثروا كثيراً في المسيرة الفنية التي كانت في سبيلها نحو التكامل، فظهرت مراكز ونتاجات فنية جديدة في تبريز وشيراز ومرو.
مدرسة هيرات
أعقب المرحلة المغولية ظهور عهد فني جديد في إيران حمل اسم مدرسة هرات، ويطلق عليها أيضاً المدرسة التيمورية أو مدرسة سمرقند وبخارى، إذ كانت هاتان المدينتان مركزي الفنون عصرئذ. يذكر التاريخ ان ثلاثة من خلفاء تيمور اتخذوا من هرات عاصمة لهم واهتموا بالثقافة والفن خلافاً لسيرة جدهما الذي عرف بدمويته، وكان هؤلاء السلاطين الثلاثة بايسنقر، شاهرخ، حسين بايقرا المؤسسين الحقيقيين لمدرسة هرات التي يعتبرها بعض اساتذة المنمنمات من ابرز مراحل تقدم الرسم في إيران، ولعل الأكثر ابداعاً في تلك الفترة هو كمال الدين بهزاد الذي يطلق عليه بعض المستشرقين اسم هراتي. بلغ التذهيب والمنمنمات غايتهما في هذه المدرسة، وأصبحت هرات مركزاً تستقطب النخبة من فناني ذلك العصر، ولعل ابرز آثار هذه المدرسة كتاب (خمسة نظامي) للفنان كمال الدين بهزاد، (گلچين) لاسكندر سلطان، (شاهنامه) لمحمد جركي، (بوستان سعدي) لبهزاد وغيرها.
المدرسة الصفوية
حين امسك الصفويون بزمام الأمور انتقل مركز الفن في إيران من هرات إلى تبريز، وظهرت بوادر التغيير، فقد اتجه الرسم نحو الطبيعة وخرج من الأطر الضيقة للكتاب إلى الرسوم الجدارية، وبرز اساتذة كبار مثل رضا عباسي مؤسس المدرسة الصفوية التي تميزت بوضوح عن المدرستين المغولية والتيمورية، وكانت ميزتها الابرز انها كانت أكثر رقة من سابقتيها. ومن ابرز رموزها: رضا عباسي، خواجه نصير بن عبد الجبار استرآبادي، فرخ بيك، ميرزا محمد تلميذ الخواجة عبد العزيز وغيرهم. وكان لانفتاح إيران على الغرب، وبلدان آسيا في العهد الصوفي أثر كبير على فن الرسم، أدى إلى ظهور آثار قمية توزعتها المتاحف العالمية والإيرانية ولا شك ان العصر الصفوي يمثل مرحلة جديدة في تاريخ المنمنمات الإيرانية.
المدرسة المعاصرة
شهدت السنوات المائة الماضية ازدهاراً في المنمنمات تجي بظهور نتاجات فنية رائعة. بدأ عصر الازدهار بعد إنشاء مدرسة كمال الملك عام 1908 وقدوم الاساليب الفنية الأوروبية الحديثة واهتمام الرسامين الإيرانين بها. لصيانة الاساليب الإيرانية من الضياع، وتشجيع الفنون الإيرانية التقليدية والصناعات اليدوية الوطنية انشئت مدرسة فنية أخرى عام 1930 وكان فن النمنمات (المينياتور) من بين الفروع التي شملتها هذه المدرسة إلى جانب فروع الصناعات اليدوية والفنون التقليدية الأخرى، وقد اجرت المدرسة امتحاناً لاختيار قبل بدء الدراسة بعام، وكان المشرف على الامتحان حسين طاهر زادة وبهزاد الذي يعد مؤسس الفنون التقليدية المعاصرة في المدرسة الفنية الوطنية، وأحد رموز فن المنمنمات في إيران، وقد وقع اختياره على المرحوم هادي تجويدي ليكون أول أستاذ للمنمنمات في المدارس المعاصرة.