تحوّل الجيش الإسلامي إلى جيش نظامي في عهد الخليفة
تحوّل الجيش الإسلامي إلى جيش نظامي في عهد الخليفة
الإجابة هي : عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
النظام العسكري في الحضارة الإسلامية
كان العرب قديماً لهم خصائص مُعيَّنة في تنظيم الجيش والجنود من خلال التوزيع حسب الاتجاهات “مقدمة الجند، مؤخرة الجند، الميمنة، الميسرة” وكانت تلك الطريقة التقليدية هي التي تمُر بالجيش الإسلامي، إلى جانب ذلك فقد نظَّم الخليفة عمر بن الخطاب نظام الجنود من خلال عمل “ديوان الجند” الخاص بهم، وتطوَّر الجيش الإسلامي على مر التاريخ، وساعد في ذلك التنوُّع الثقافي من ربوع المسلمين حول الأرض، كما أن الجيش الإسلامي أصبح عدده كبيراً ويستطيع مُجابهة أي جيش في العام آنذاك.
حيث قام سيدنا عمر بن الخطاب بافتتاح ديوان الجُند الذي كان مُختصَّاً بالجنود المسلمين وأحوالهم.
يُذكَر أن سيدنا عمر هو أكثر الخلفاء اختصاصاً بالأمور العسكرية نظراً لأنه كان من أبرز الفرسان في قريش قبل إسلامه وكان أبرز الفرسان في جيش المسلمين طوال فترة حياته
ولادة عمر بن الخطاب ونسبه
اسمه عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي، وكنيته أبو حفص، وأمّه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وقيل: حنتمة بنت هشام بن المغيرة، وُلد بعد عام الفيل بثلاثة عشر عاماً، كان ذا شرف وسيادة في قريش في الجاهليّة، فكان سفيرهم إذا وقع الخلاف فيما بينهم أو بينهم وبين غيرهم.
نشأة عمر بن الخطاب
نشأ عمر بن الخطّاب في بيت ذا سيادة، يضم والده الخطّاب بن نفيل، ووالدته حنتمة، وقد كان والده من سادات قريش الذين يحتكمون إليه، وكان قد تزوّج في الجاهليّة بزينب بنت مظعون أخت عثمان بن مظعون، فأنجبت له عبد الله، وعبد الرحمن الأكبر، وحفصة.
وتزوّج مليكة بنت جرول فأنجبت عبيد الله ثمّ طلقها، وتزوّج قُريبة بنت أبي أمية المخزومي وطلّقها دون أن تنجب له ولداً، وتزوّج أمّ حكيم بنت الحارث بعد أن طلقها عكرمة بن أبي جهل فأنجبت له فاطمة.
وتزوّج جميلة بنت عاصم، وتزوّج عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، وخطب أمّ كلثوم بنت أبي بكر لكنّها لم ترضَ كونه خشن العيش، ثمّ خطب أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب فأنجبنت له زيداً، ورقية، وتزوّج لُهية من اليمن فأنجبنت له عبد الرحمن الأوسط وقيل الأوسط
وبلغ عدد أولاده ثلاثة عشر ولداً، وأمّا نساؤه فقد بلغ عددهنّ سبعة نساء ممّن تزوجهّن في الجاهليّة والإسلام، وممّن طلقهنّ أو مات عنهنّ، وكان هدفه من الإكثار في الزواج؛ الإكثار من الإنجاب والذريّة
إسلام عمر بن الخطاب نقل ابن إسحاق أنّ إسلام عمر بن الخطّاب كان بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة والتي كانت في العام الخامس من البعثة، وقيل إنّه أسلم في السنة السادسة من البعثة، وقد تعدّدت الرّوايات التي نقلت حادثة إسلامه، وأشهر هذه الروايات تنص على أنّه كان خارجاً في يوم من الأيام وقد توشّح سيفه، متوجهاً إلى محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- ليقتله.
ولقيه رجلٌ من بني زهرة، فسأله عن أمره، فأخبره أنّه يريد أن يقتل محمّداً، فأخبره ذلك الرجل أنّ أخته وزوجها قد دخلا في دين محمّد، فتوجّه عمر إلى بيت أخته وزوجها، وكان عندهما رجلٌ يسمّى الخباب، فلمّا أحسّ بقدوم عمر أخبرهما واختبأ في البيت.
وكانوا يقرأون سورة طه، فسمع عمر صوت القراءة، فسألهما عن أمرهما، فأخبراه أنّه قد دخلا في الدين الحقّ، فانقض عمر على زوج أخته فدفعته أخته عنه، فضربها على وجهها ضربةً بان أثرها، وقد أحسّ عمر بثباتهما وإصرارهما، فطلب منهما الكتاب الذي يقرؤون منه، فرفضت أخته وأخبرته أنّه هذا كتاب لا يمسّه إلّا المطهّرون
وقالت له: قم فاغتسل، ففعل عمر وأعطته الكتاب، وقرأ حتى وصل إلى قول الله -تعالى-: (إِنَّني أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري)،فقال: دلّوني على محمّد، فلمّا سمع الخباب ذلك أظهر نفسه، وقال له: أبشر يا عمر
وقال له: "إنّي أرجو أن تكون دعوة رسول الله: اللهمّ أعزّ الإسلام بعمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام قد قالها فيك"، فأخذه إلى رسول الله وأعلن إسلامه، وقد استجاب الله دعوة رسول الله فأعزّ الإسلام بإسلام عمر، وأعزّ عمر بالإسلام، حتى صار خليفةً للمسلمين بعد أبي بكر -رضيَ الله عنهما-