من هو النبي الذي صام عن الكلام ثلاثة أيام

النبي الذي صام عن الكلام ثلاثة أيام هو نبي الله زكريا عليه السلام وذلك بعدما بشره الله عز وجل بحمل زوجته و قدوم مولود له بعدما كان عقيماً، وقد نذر لله صوماً ثلاثة أيام إلا رمزاً.

ولم يرد النبي عليه السلام أن يبشر قومه بحمل زوجته إلا بعد تأكدها من حملها، لهذا صام ثلاثة أيام، وبعد انقضاء الأيام الثلاثة قام بإخبار قومه بهذه البشرى العظيمة.

وعندما طلب زكريا عليه السلام من ربه أن يجعل له أية، ليكون دليلاً أو إثباتاً لإتمام حمل زوجته، فكانت العلامة أن لا يكلم الناس ثلاث ليال سويا، أي ينتظر أيام ثلاث ليبشر قومه بحمل امرأته لكي يتأكد من وقوع الحمل.

فقد كانت امراة سيدنا زكريا عاقر، ولن يصدقوا إلا أن يأتي لهم بالدليل على حملها، فكان ذلك بصيامه ثلاثة أيام حتى يأتي الدليل على حمل امراته العاقل، وبعد ثلاثة ليال سويا كانت الوسيلة العلمية الوحيدة التي استخدمها قوم زكريا في زمنهم للتأكد من حملة المرأة، وذلك من خلال بوادر أعراض الحمل.

 وبعد ثلاثة أيام خرج ليخبرهم بحمل زوجته، ومصدقاً بكلمة من الله،  وقد ورد ذلك في كلام الله تعالى حيث قال في آية 11 من سورة مريم: “أنَّ زكريّا خرجَ على قومِهِ من المحرابِ فأوحَى إليهِم أن سبِّجوا بكرةً وعشيًا”.

زكريا عليه السلام هو نبي من أنبياء بني إسرائيل، وهو والد النبي يحيى عليه السلام. كان زكريا رجلاً صالحاً ومخلصاً في عبادته لله، وكان يعيش في زمن كان فيه القليل من الناس يعبدون الله بصدق.

قصته باختصار:

1. العبادة والدعاء: كان زكريا عليه السلام متقدماً في السن ولم يكن لديه أولاد. كان يتمنى أن يكون له ابن يرث منه العلم والنبوة، فكان يدعو الله كثيراً بهذا الدعاء.

2. الاستجابة للدعاء: بفضل إيمانه وصبره، استجاب الله لدعائه وأرسل له الملائكة بالبشرى. قالت له الملائكة أن الله سيرزقه بولد اسمه يحيى، وأن هذا الولد سيكون نبياً وصالحاً.

3. المعجزة: ولادة يحيى كانت معجزة، حيث أن زكريا كان كبير السن وزوجته كانت عاقراً. لكن الله قادر على كل شيء، فوهبهم يحيى كنعمة ورحمة منه.

4. التعليم والتربية: زكريا ربى ابنه يحيى على التقوى والعلم، وكانا مثالاً للنبي والابن الصالحين. زكريا كان يعلم يحيى الحكمة والكتاب منذ صغره، ويحيى عليه السلام كان معروفاً بحكمته وتقواه حتى بين قومه.

5. العبرة: قصة زكريا عليه السلام تعلمنا الكثير عن الصبر، الإيمان، والثقة في قدرة الله. كيف يمكن للإيمان والدعاء أن يحققا المعجزات.

هل يجوز للمسلم أن يصوم عن الكلام يوما أو أكثر كصيام النبي زكريا؟

ليس للمسلم أن يعبد الله إلا بما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الدارمي وأحمد عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " والذي نفس محمد بيده؛ لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم عن سواء السبيل، ولو كان حياً وأدرك نبوتي لا تبعني " . والتقرب إلى الله بالصمت ليس مما شرعه لنا النبي صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح البخاري وغيره أن رجلاً من الصحابة يقال له أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه " . قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وفي حديثه أن السكوت عن المباح ليس من طاعة الله اهـ. وهذا إذا كان المراد أن يصوم عن الكلام على سبيل الاقتداء بنبي الله زكريا عليه السلام، أو يريد التقرب إلى الله بالصمت عن المباح، وأما لو كان يترك الكلام امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث الشيخين عن أبي هريرة " ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " . فإن ذلك يكون عبادة جليلة، وفاعله مأجور إن شاء الله. ثم اعلم أن صيام زكريا عليه السلام عن الكلام لم يكن تعبداً، وإنما هو علامة جعلها الله له ودليلاً على حمل زوجته، قال تعالى حكاية عنه لما بشر بالولد: ( قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً ) (آل عمران: من الآية41).