أسعار العملات

دولار / شيكل 3.29
دينار / شيكل 4.64
جنيه مصري / شيكل 0.21
ريال سعودي / شيكل 0.88
يورو / شيكل 3.92
حالة الطقس

القدس / فلسطين

الجمعة 20.24 C

نبي لا يدخل الجنه

نبي لا يدخل الجنه

نبي لا يدخل الجنه

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

نبي لا يدخل الجنه

الرواية الصحيحة التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الثلاثة الذين لا يدخلون الجنة هي رواية سلمان الفارسي -رضي الله عنه- والتي صححها الألباني في صحيح الترغيب يقول فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثةٌ لا يدخلون الجنَّةَ: الشيخُ الزَّاني، والإمامُ الكذَّابُ، والعائلُ المزْهُوُّ).

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحذر أصحابه من الأعمال القبيحة والأفعال السيئة التي تودي بصاحبها في النار ومن هذه الأفعال السيئة ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أصناف، وهم: الشيخ الزاني، والإمام الكاذب، والعائل المزهو، وإنما غُلّظت عليهم العقوبة لأنه لم يحملهم على الوقوع فيها الحاجة أو الضرورة، وإنما المعاندة والاستخفاف بأمر تلك المعاصي

ولا يُسمى مرتكب هذه المعاصي كافراً إذا كان موحداً لله -تعالى-، وإنما هو مسلمٌ عاصي مرتكب لكبيرة، والمعاصي المذكورة في الحديث من أكبر الكبائر فيدخل فاعلها النار ويتطهر ثم يدخل الجنة،

الشيخُ الزَّاني

في هذا الحديث توعدٌ لمعصيةٍ هي كبيرة من الكبائر وهي الزنا للرجل الذي كبر سنه أو المرأة التي كبر سنها، وتغليظ للعقوبة لهما تفوق عقوبة الزاني الشاب، لأن الشيخ الكبير بلغ من العمر والحكمة والتجارب ما يجعله رزيناً ذا عقل يزن الأمور ولا يقع في شهواته ونزواته. وإضافة إلى أنه ليس لديه نزوات الشباب وفورته وحاجاته الجسدية التي يصعب ضبطها، فكيف لهذا الذي أكرمه الله -سبحانه وتعالى- بإكمال عقله أن يقع في هذا الشيء الفاحش، فهو مستحقٌ للنار.
 

الإمامُ الكذَّابُ

وهو الملك الذي تعوّد على الكذب على رعيته رغم سلطانه وقوته واتباع الناس لأوامره وخوفهم من بطشه، أو نفاقهم له رغبةً فيما عنده من متاع الدنيا؛ فهو ليس بحاجةٍ إلى الكذب، لكنه اتبع هواه وشهوته وتعوّد على الكذب، واستخف بهذه المعصيّة الكبيرة، فاستحق هذا التشديد

(العائلُ المزْهُوُّ)


لفقير المتكبر ولفظ الحديث: (العائلُ المزْهُوُّ)؛ وهو الفقير الذي عُدِم المال وأسباب التكبر والخيلاء على الناس، فليس من حاجة تدعوه إلى التكبر، وليس له من المؤهلات، غير حاجةٍ في نفسه، والتكبر مذمومٌ على كلّ حالٍ، ومقياسه دقيقٌ فيقاس بالذر؛ فقد ثبت عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ).

 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا يكلِّمهم الله يوم القيامة، ولا يزكِّيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كذابٌ، وعائلٌ مستكبرٌ))؛ رواه مسلم.

 

قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

هذه الأحاديث ساقها النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب تحريم الكبر والإعجاب، فذكر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاثة لا يكلِّمهم الله يوم القيامة، ولا يزكِّيهم، ولا ينظر إليهم))؛ ثلاثة: يعني ثلاثة أصناف، وليس المراد ثلاثة رجال، بل قد يكون آلاف الناس، لكن المراد ثلاثة أصناف، وهكذا كلما جاءت كلمة ثلاثة أو سبعة أو ما أشبه ذلك، فالمراد أصنافًا لا أفرادًا.

 

فهؤلاء الثلاثة لا يكلِّمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكِّيهم، ولهم عذاب أليم.

 

الأول: شيخ زانٍ: شيخ يعني رجلًا كبيرًا مسنًّا، زانٍ يعني أنه زنى، فهذا لا يكلِّمه الله يوم القيامة، ولا ينظر إليه، ولا يزكيه، وله عذاب أليم؛ وذلك لأن الشيخ إذا زنى فليس هناك شهوة تجبره على أن يفعل هذا الفعل.

 

فالشاب قد يكون عنده شهوة ويَعجِزُ أن يملِك نفسه، لكن الشيخ قد برَدتْ شهوته وزالت أو نقَصتْ كثيرًا، فكونه يزني هذا يدل على أنه - والعياذ بالله - سيئٌ للغاية؛ لأنه فعل الفاحشة من غير سبب قويٍّ يدفعه إليها.

 

والزنا كلُّه فاحشة، سواء من الشاب أو من الشيخ، لكنه من الشيخ أشدُّ وأعظم والعياذ بالله، إلا أن هذا الحديث مقيَّدٌ بما ثبت في الصحيحين أن من أتى شيئًا من هذه القاذورات، وأقيمَ عليه الحدُّ في الدنيا، فإن الله تعالى لا يجمع عليه عقوبتين، بل يزول عنه ذلك، ويكون الحدُّ تطهيرًا له.

 

الثاني: مَلِكٌ كذَّاب: وكذَّاب هذه صيغة مبالغة؛ أي: كثير الكذب؛ وذلك لأن الملك لا يحتاج أن يكذب، كلِمتُه هي العليا بين الناس، فلا حاجة إلى أن يكذب، فإذا كذب صار يَعِدُ الناسَ ولكن لا يوفي، يقول: سأفعل كذا، ولكن لا يفعل، سأترك كذا، ولكن لا يترك، ويحدِّث الناس يلعب بعقولهم ويكذب عليهم، فهذا والعياذ بالله داخلٌ في هذا الوعيد، لا يكلِّمه الله يوم القيامة، ولا ينظر إليه، ولا يزكيه، وله عذاب أليم.

 

والكذب حرامٌ من الملِك وغير الملِك، لكنه من الملِك أعظمُ وأشد؛ لأنه لا حاجة إلى أن يكذب، كلمتُه بين الناس هي العليا، فيجب عليه أن يكون صريحًا، إذا كان يريد الشيء، يقول: نعم، يوافق عليه ويفعل، وإذا كان لا يريده، يقول: لا، يرفضه ولا يفعل، الواحد من الرعية قد يحتاج إلى الكذب فيكذب، ولكن الملك لا يحتاج.

 

والكذب حرام، ومن صفات المنافقين والعياذ بالله، فإن المنافق إذا حدَّث كذَب، ولا يجوز لأحد أن يكذب مطلقًا، وقول بعض العامة: إن الكذب إذا كان لا يقطع محلًّا من حلاله فلا بأس به، هذه قاعدة شيطانية، ليس لها أساس من الصحة ولا من الدين، والصواب أن الكذب حرامٌ بكل حال.

 

الثالث: عائل مستكبر: وهذا هو الشاهد من الحديث، عائل يعني فقيرًا، مستكبر يعني يتكبر على الناس والعياذ بالله، فإن هذا العائل الفقير ليس عنده ما يوجب الكِبرَ، والغني ربما يخدعه غناه ويغُرُّه؛ فيتكبر على عباد الله، أو يتكبر عن الحق، لكن الفقير حَشَفٌ وسوء كِيلةٍ، ما دام فقيرًا فكيف يستكبر؟! فالعائل المستكبر هذا لا يكلمه الله يوم القيامة، ولا ينظر إليه، ولا يزكِّيه، وله عذاب أليم.

 

والكبر حرامٌ من الغنيِّ ومن الفقير، لكنه من الفقير أشدُّ؛ ولهذا تجد الناس إذا رأوا غنيًّا متواضعًا استغرَبوا ذلك منه، واستعظَموا ذلك منه، ورأوا أن هذا الغنيَّ في غاية ما يكون من الخلُق النبيل، لكن لو يجدون فقيرًا متواضعًا لكان من سائر الناس؛ لأن الفقر يوجب للإنسان أن يتواضع؛ لأنه لأي شيء يستكبر؟!

 

فإذا جاء إنسان - والعياذ بالله - عائلٌ فقير يستكبر على الخلق، أو يستكبر عن الحق، فليس هناك ما يوجب الكبرياء في حقِّه، فيكون والعياذ بالله داخلًا في الحديث.

اقرأ أيضا