اعمال عيد الغدير
اعمال عيد الغدير
عيد الغدير هو إحدى المناسبات الدينية الهامة في الإسلام، ويُعتبر ذكرى إعلان النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لولاية علي بن أبي طالب كوليًا للمسلمين، وقد يتم الاحتفال به بطرق مختلفة في مختلف الثقافات الإسلامية. من أعمال عيد الغدير:
-
الصلاة والعبادة: يبدأ الاحتفال بعيد الغدير بأداء صلاة العيد، وقد يُكمل المسلمون ذلك بقراءة القرآن الكريم والدعاء والتسبيح.
-
الخطبة والمواعظ: يلقي الخطيب خطبة خاصة بمناسبة عيد الغدير تتحدث عن أهمية الحدث التاريخي ودروسه ومعانيه الدينية والاجتماعية.
-
التبادل بالتهاني والزيارات: يقوم المسلمون بزيارة بعضهم البعض وتبادل التهاني والأمنيات بمناسبة العيد، وقد يتبادلون الهدايا أيضًا.
-
الصدقة والعطاء: تعتبر الصدقة والعطاء من الأعمال المستحبة في هذا اليوم، حيث يحث المسلمون على التسامح والعطف ومساعدة المحتاجين.
-
الإعدادات الخاصة: يتميز العيد بالإعدادات الخاصة في المنازل، حيث يتم تزيينها بالزينة والأضواء، ويتم تحضير الأطعمة والحلويات الشهية لتناولها مع العائلة والأصدقاء.
-
زيارة المقابر: في بعض الثقافات الإسلامية، يزور المسلمون مقابر أقاربهم وأحبائهم المتوفين، ويُصلون من أجلهم ويدعون لهم بالرحمة والمغفرة.
يعد عيد الغدير مناسبة لتجديد الروابط الاجتماعية والروحية بين أفراد المجتمع الإسلامي، ويعتبر يومًا للتأمل في القيم الدينية والأخلاقية التي يجسدها إعلان الولاية الإسلامية لعلي بن أبي طالب.
قصة الغدير
تعود إلى السنة العاشرة للهجرة، حيث كانت الرحلة الأخيرة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة، وهي المعروفة بحجة الوداع. في طريق عودته إلى المدينة المنورة، وصل إلى منطقة تُعرف باسم غدير خم، وهي منطقة تشعبت منها طرق المسلمين القادمين من مختلف البلدان.
في هذا المكان، أمر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بتوقف الحجاج القادمين والمتأخرين، ثم أنزل الله تعالى بقوله: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ" (المائدة: 67).
بعد ذلك، ألقى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم خطبة طويلة أعلن فيها أن من كان يعتبره مولاه (قائدا وسيدا) فعلي بن أبي طالب (عليه السلام) مولاه أيضًا. وطلب من المسلمين مبايعته والإقرار بإمامته وولايته على المؤمنين، فبايع المسلمون عليًا بإرادتهم الحرة وقالوا: "بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة".
هذا الحدث يُعتبر من الأحداث المهمة في تاريخ الإسلام، حيث جعل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم تعيين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ليكون خليفته وإمام المسلمين بعد وفاته
فضل اليوم
يحتفل الشيعة بهذا اليوم ويعتبرونه ثالث الأعياد وأعظمها كما يُعتبر صيام هذا اليوم عند الشيعة من أفضل العبادات وهو مستحبٌ وليس حرامًا كعيدي الفطر والأضحى. يستدل الشيعة على أهمية هذا العيد من عدَّة أحاديث، منها:
- عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن الإمام جعفر الصادق: «قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين؟ قال:نعم يا حسن أعظمهما وأشرفهما، قلت: وأي يوم هو؟ قال: هو يوم نصب أميرالمؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فيه علما للناس، قلت: جعلت فداك وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟ قال: تصومه يا حسن وتكثر الصلاة على محمد وآله وتبرء إلى الله ممن ظلمهم فإن الانبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الاوصياء باليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا، قال: قلت: فما لمن صامه؟ قال: صيام ستين شهرا، ولا تدع صيام يوم سبع وعشرين من رجب فإنه هو اليوم الذي نزلت فيه النبوة على محمد وثوابه مثل ستين شهرا لكم».
- عن عن المفضل بن عمر قال : قلت للأمام جعفر الصادق: «كم للمسلمين من عيد؟ فقال: أربعة أعياد. قال: قلت: قد عرفت العيدين والجمعة. فقال لي : أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجة، وهو اليوم الذي أقام فيه رسول الله أمير المؤمنين ونصبه للناس عَلَما. قال: قلت: ما يجب علينا في ذلك اليوم؟ قال: يجب عليكم صيامه شكرا لله وحمدا له، مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة، كذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه الوصي ويتخذونه عيدا».
تاريخ الاحتفال
يقول المسعودي المتوفى 346 هـ: «وأبناء علي رضي الله عنه وشيعته يعظمون هذا اليوم» يصنِّف البيروني في كتابه الآثار الباقية عن القرون الخالية المكتوب عام 390 هـ هذا اليوم ضُمن أحداث ذي الحجة، ويذكره باسم غدير خم.وقبل ذلك كله روى الفياض بن محمد بن عمر الطوسي عن الإمام الرضا المتوفى سنة 203 هـ، أنه كان يحتفل بذلك اليوم، حيث قال: «حضرتُ مجلسَ مولانَا عليِّ بن موسى الرِّضا في يوم الغدير وبِحضرته جماعةٌ من خواصِّه قد احتبسهُمْ عندهُ للإِفطار معهُ قد قدَّم إِلى منازلهمْ الطَّعام والْبُرَّ وأَلبسهمُ الصِّلاةَ والكسْوَةَ حتَّى الخواتيمَ والنِّعال.» وقد تواصل تعظيم لذلك اليوم حتى أن الخليفة الفاطمي المستعلي بالله بُويع في يوم عيد غدير خم، وهو الثامن عشر من ذي الحجة سنة سبع وثمانين وأربعمائة.
وفي القرون المتأخرة وصل حال هذا اليوم إلى حدّ اصبح الاحتفال بعيد الغدير شعاراً للشيعة.
وكان الفاطميون في مصر قد اضفوا على عيد الغدير صفة الرسمية، وهكذا الأمر في إيران حيث يتحفل بذلك اليوم منذ تسنم الشاه إسماعيل الصفوي السلطة عام 907 هجرية وحتى يومنا هذا بصورة رسمية. أمّا النجف الاشرف فقد اعتاد أهلها إقامة حفل بهيج في الصحن العلوي يوم الثامن عشر من ذي الحجة يحضروه علماء الشيعة ووجهاؤهم بالإضافة إلى سفراء الدول الاسلامية في العراق، وتلقى في ذلك الحفل الكثير من القصائد والخطب. وهكذا الأمر بالنسبة إلى الشيعة الزيدية في اليمن حيث تحيي هي الأخرى ذلك اليوم بكل إجلال وبهاء