ما هو الروي
ما هو الروي
الروي في الشعر العربي هو الحرف الذي يُبنى عليه البيت، وهو الحرف الأخير من القافية الذي يعتمد عليه الشعراء في تحديد نهاية الأبيات الشعرية وتوحيدها. يُعتبر الروي من أهم عناصر القافية، لأن حرف الروي يجب أن يكون متطابقًا في كل أبيات القصيدة لضمان وحدة القافية وانسجام الصوت الشعري.
وهو حجر الزاوية في القافية في الشعر العربي، ويعتمد عليه الشعراء لضبط الموسيقى الداخلية للأبيات، مما يعزز الانسجام والإيقاع في القصيدة. يتبع استخدام الروي قواعد محددة لضمان تحقيق الوحدة الموسيقية والشكلية في الشعر التقليدي.
خصائص الروي:
- الحرف الأخير الأصلي: يكون الروي غالبًا الحرف الأخير الأصلي من الكلمة الأخيرة في البيت الشعري. مثل: "غروب"، حيث تكون "الباء" هي الروي
- ضرورة التكرار: الروي يجب أن يتكرر في نهاية كل بيت في القصيدة التقليدية (القصيدة العمودية أو التقليدية). هذا التكرار يساعد في خلق وحدة موسيقية متناسقة.
- عدم تأثره بالحروف الزائدة: أي حروف إضافية تأتي بعد الروي مثل التنوين أو علامات التشكيل لا تؤثر على الروي. بمعنى أن الروي يظل هو الحرف الأساسي الذي يُبنى عليه البيت.
- استقرار القافية: إذا كان الروي حرفًا معتلًا (واو أو ياء)، يجب أن تكون القافية التي تتبعه مستقرة ومطابقة في كل الأبيات
- وجود "الروي الساكن" و"الروي المتحرك":
- الروي الساكن: هو الروي الذي يأتي قبله حرف مد أو ساكن، ولا يتغير في نطقه بين الأبيات. مثال: في كلمة "باب"، الروي "الباء" ساكنة.
- الروي المتحرك: هو الروي الذي يتبعه حركة إعرابية متغيرة. مثال: في كلمة "شمس" عندما تكون مرفوعة (شمسٌ)، الروي "السين" متحرك بالضمة.
أنواع الروي:
يأتي الروي على نوعين، هما:
- الروي المطلق: إن كان حروف الروي متحركاً، على نحو قول الشاعر: وفي الشرارة ضعفٌ وهي مؤلمة *** وربما أضرمتْ ناراً على بلــــدِ.
- الروي المقيد: إنْ كان حرف الروي ساكناً، على نحو قول أحمد شوقي: عالجوا الحكمة واستشفوا بها *** وانشدوا ما ضلّ منها في السيــــرْ.
ما الفرق بين القافية والروي؟
من حيث التعريف:
- القافية: هي آخر حرف في البيت إلى أول ساكن يليه مع المتحرك الذي قبل الساكن، على نحو قول الشاعر: اصبر على كيد الحسو *** دِ فإنّ صبرك قَاتِلُهْ = القافية: قَاتِلُهْ، حيث امتدت من الحرف الأخير (الهاء) إلى الحرف الساكن وما قبله (القاف).
- الروي: هو الحرف الأخير الذي تبنى عليه القصيدة، على نحو قول الشاعر: يا نفس دونك مدح أحمد أنه *** مسك تمسك ريحه والروحُ = الروي: الحاء، إذن القصيدة حائية.
من حيث التركيب:
- القافية: قد تأتي القافية كلمة أو جزءاً من كلمة أو أكثر من كلمة، على نحو قول الشاعر: فلا هطلت عليّ ولا بأرضي *** سحائب ليس تنتظم البلادا = القافية: لادا، وهنا القافية جزء من كلمة.
- الروي: لا يأتي إلا حرفاً، على نحو قول الشاعر: وخان الناس كلهم *** فما أدري بمن أثقُ = الروي: القاف المضمومة، وهي حرف
لماذا سُمّي حرف الروي بهذا الاسم؟
سمى حرف الروي بهذا الاسم؛ لأنّ الأصل (رَوَى) في المعاجم يدل على الجمع والاتصال والضم، ومنه (الرِّواء) وهو الحبل الذي يشد على الأحمال والمتاع ليضمّها، و(حرف الرويّ) ينضم ويجتمع إليه جميع حروف البيت، وعليه، سُمّيَ روياً
أهمية الروي في الشعر العربي:
الروي يعزز الإيقاع الصوتي والجمالي للقصيدة، ويساعد في تحقيق الانسجام بين أبياتها. يُعد فهم الروي واستخدامه بمهارة من علامات التمكن في كتابة الشعر العربي التقليدي.
وظيفة الروي في الشعر:
- توحد القافية: الروي يُستخدم لتوحيد نهاية الأبيات في القصيدة، مما يعطي القصيدة جرسًا وإيقاعًا موحدًا.
- تحديد نوع القافية: نوع الروي يساعد في تحديد نوع القافية، سواء كانت مطلقة أم مقيدة.
- تناغم الصوت: يسهم الروي في تحقيق التناغم الصوتي بين الأبيات المختلفة في القصيدة، مما يعزز من جماليتها وإيقاعها.
أمثلة تطبيقية:
-
قافية الراء الساكنة:
- "إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضهُ/ فكل رداءٍ يرتديه جميلُ"
- "وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها/ فليس إلى حسن الثناء سبيلُ"
في المثالين، "جميل" و"سبيل" يتشاركان في الروي "ل" الساكن.
-
قافية الباء المتحركة:
- "أبَتْ سمُوكَ/ أن تُسامَ خَسيسا"
- "والفِعالُ/ يا عَلِيٌّ شُموخُ"
في المثالين، "سموكَ" و"عليٌّ" يتشاركان في الروي "ك" المتحرك.
ملاحظات مهمة:
- في الشعر العمودي، من الضروري أن يكون الروي متطابقًا في جميع أبيات القصيدة لضمان وحدة القافية.
- في الشعر الحر (الشعر الحديث)، قد يتميز بالتحرر من قيد الروي، مما يعطي الشاعر حرية أكبر في استخدام القوافي والأصوات.