من هو ابن القيم

ابن القيم الجوزية، المعروف أيضًا باسم ابن القيم، هو أحد أبرز علماء الإسلام في الفقه، العقيدة، والتصوف. اسمه الكامل هو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي، وُلد في 1292 م (691 هـ) وتوفي في 1350 م (751 هـ). يعرف بلقب "ابن القيم" نسبة إلى والده الذي كان قيِّمًا على المدرسة الجوزية بدمشق.

سيرته الذاتية

1. الميلاد والنشأة:

   • وُلد ابن القيم في دمشق في عام 1292 م، ونشأ في أسرة علمية؛ حيث كان والده قيّمًا على المدرسة الجوزية.

2. تعليمه:

   • تلقى تعليمًا دينيًا واسع النطاق في الفقه والحديث والتفسير والعقيدة.
   • تتلمذ على يد عدد من العلماء البارزين، وأبرزهم ابن تيمية، الذي كان له تأثير كبير على فكره وتوجهاته.

3. شيوخه وأساتذته:

   • تتلمذ ابن القيم على يد العديد من الشيوخ، أبرزهم ابن تيمية، الذي كان له الأثر الأكبر في توجيهه.
   • استفاد أيضًا من علم ابن عبد الهادي وابن دقيق العيد.

4. السجن:

   • سُجن ابن القيم مع ابن تيمية في قلعة دمشق بسبب مواقفهما من العقيدة والفقه، وقضيا عدة سنوات في السجن.

5. مؤلفاته:

   • لابن القيم مجموعة واسعة من المؤلفات التي شملت الفقه والعقيدة والتصوف والأخلاق.
   • من أبرز كتبه:
     • "زاد المعاد في هدي خير العباد": كتاب شامل في السيرة النبوية، تناول فيه الهدي النبوي في مختلف مجالات الحياة.
     • "إعلام الموقعين عن رب العالمين": يتناول موضوع الفتوى وأصول الفقه.
     • "الطرق الحكمية في السياسة الشرعية": يناقش السياسات الشرعية والإدارة.
     • "مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين": تفسير عميق للآيات المتعلقة بالعبادة والاستعانة بالله، ويعتبر من الكتب الرائدة في مجال التصوف الإسلامي.
     • "روضة المحبين ونزهة المشتاقين": يتناول موضوع الحب في الإسلام من جوانب روحية وأخلاقية.
     • "الوابل الصيب من الكلم الطيب": يتناول الأذكار والدعاء وأثرها في حياة المسلم.
     • "شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل": يناقش مسائل القضاء والقدر.
     • "مفتاح دار السعادة": يتناول موضوع السعادة الحقيقية وأسبابها.

6. وفاته:

   • توفي ابن القيم في عام 1350 م (751 هـ) في دمشق.

أفكاره وآراؤه

• التوحيد والعقيدة: كان ابن القيم من أنصار التوحيد الخالص ونبذ الشرك، وقد كان يدعو إلى التمسك بالعقيدة الصحيحة وفق منهج السلف.
• الفقه والاجتهاد: كان يميل إلى الاجتهاد الفقهي وعدم الجمود على التقليد المذهبي، مما جعله يدعو إلى فهم النصوص الشرعية وفق مقتضيات العصر مع الالتزام بالكتاب والسنة.
• التصوف والأخلاق: كتب عن التصوف كجانب من جوانب الزهد والتقوى في الإسلام، ولكنه رفض التصوف الغالي والخرافي.
• التعليم والتربية: ركز في كتاباته على أهمية التعليم والتربية الإسلامية الصحيحة.

أثره وأهميته

• تأثيره على الفكر الإسلامي: كان لابن القيم تأثير كبير على الفكر الإسلامي، ولا سيما في مجالات العقيدة والفقه والتصوف.
• تلاميذه: نقل الكثير من تلاميذه وأتباعه أفكاره، مما ساعد في نشر تعاليمه وكتبه في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
• تقدير العلماء: يحظى ابن القيم بتقدير كبير بين علماء المسلمين ويعتبر أحد أهم الشخصيات في التراث الإسلامي.

إرثه الثقافي والديني

• إرثه في الفقه والعقيدة: شكلت كتابات ابن القيم مرجعية هامة في دراسة الفقه والعقيدة، حيث جمع بين الفهم الدقيق للنصوص الشرعية والتطبيق العملي لها.
• الإصلاح والتجديد: ساهم ابن القيم في حركة الإصلاح الديني التي نادت بالعودة إلى الكتاب والسنة ونبذ البدع.
• انتشار كتبه: ترجمت كتبه إلى العديد من اللغات، مما جعل أفكاره في متناول جمهور واسع من المسلمين.

ابن القيم الجوزية ترك إرثًا غنيًا من المعرفة والكتابات التي لا تزال تُدرس وتُقرأ حتى اليوم، حيث أن تأثيره على الفكر الإسلامي يعتبر جزءًا لا يتجزأ من التراث الإسلامي.