حرب باردة ثانية: 40 دولة في جبهة واحدة ضد روسيا
وجاء في المقال: يستمر التصعيد في العلاقات بين روسيا والغرب: تصريحات قاسية واتهامات متبادلة وإبعاد جماعي للدبلوماسيين. يتحدث الخبراء بشكل متزايد عن "حرب دبلوماسية".
وفي الصدد، يرى كبير الباحثين في معهد الاقتصاد التابع لأكاديمية العلوم الروسية، بوريس شميليف، أن تفاقم العلاقات الروسية الأمريكية جزء لا يتجزأ من الحرب الباردة بين روسيا والغرب الجماعي.
وقال: من الخطأ عدم الأخذ في الاعتبار دور السياسة الأمريكية تجاه موسكو، لكن للصراع بين روسيا والغرب جذورا أعمق وأسبابا جوهرية.
لدى الغرب ثقافة استراتيجية مشتركة، وسيكون من الخطأ القول إن الدول الأوروبية تنتهج سياسة معادية لروسيا فقط تحت تأثير واشنطن، إنما، الأمر وما فيه أن مصالحهم متطابقة، تتصرف الولايات المتحدة وحلفاؤها في انسجام تام.
ما السبب الأساسي للصراع؟
إنه مرتبط بحقيقة أن روسيا نهضت لتثبت حضورها كمركز مستقل للسياسة العالمية، ولا تريد أن تكون الأخ الأصغر للغرب، وأن تلعب وفق القواعد التي يضعها لها الغرب. وهي بذلك تسير في طريق المنافسة والنضال من أجل رؤيتها للعلاقات الدولية ودورها فيها.
لا تكمن مشكلة موسكو في إظهار استعدادها لممارسة لعبتها الجيوسياسية، إنما في ضعفها الاقتصادي. يتطلب الدور الجيوسياسي كثيرا من الإنفاق والجهد والتركيز والإرادة. وعندها فقط يمكن اللعب. لذلك، هناك عدد قليل من البلدان المستعدة لمثل هذا السيناريو. هي الولايات المتحدة الأمريكية والصين ويحاول الاتحاد الأوروبي، وتحاول روسيا. لكن روسيا هي الحلقة الأضعف، ومن هنا تأتي المشاكل.
بما أن أسباب المواجهة عميقة، فمن غير الممكن تجاوزها في المستقبل المنظور. فقط يمكن تحقيق بعض التحسن في مجالات معينة.