بايدن يفصل يريفان عن موسكو باعترافه بالإبادة الجماعية للأرمن في الإمبراطورية العثمانية
تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري روديونوف، في "سفوبودنايا بريسا"، حول ما إذا كان في مصلحة روسيا ضغط الولايات المتحدة على تركيا.
وجاء في المقال: اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن رسميا بالإبادة الجماعية للأرمن في الإمبراطورية العثمانية، كما ورد في الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض.
ورداً على ذلك، قالت وزارة الخارجية التركية إن كلمات بايدن أضرت بشدة بالعلاقات مع الولايات المتحدة. وتم استدعاء السفير الأمريكي لدى أنقرة إلى وزارة الخارجية التركية، لتبليغه الاحتجاج.
وفي الصدد، حاورت "سفوبودنايا بريسا" الأستاذ المساعد في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية غيفورغ ميرزايان، فقال:
أولاً، بايدن لا يتخلى عن الأمل في قطع العلاقات الروسية الأرمينية. وفي حال نجاحه في ذلك، فإنه يفصل روسيا عن الشرق الأوسط، ويعقّد بشكل كبير وضعها في بحر قزوين؛ وثانيا، أردوغان يتصرف بغطرسة كبيرة في السنوات الأخيرة: فهو لا يطيع الأمريكيين، ويتبع سياسته الخاصة، بل إنه يحاول طرد الأمريكيين من الشرق الأوسط. هذا يعني أن أردوغان في حاجة إلى ترويض. وبالطبع، لا ينبغي أن ننسى عمل اللوبي الأرمني في الولايات المتحدة.
وإلى أي درجة يخدم ذلك أرمينيا؟
مهما يبدو غريبا فإن هذا غير مربح لأرمينيا. أولاً، لا يعود هذا الاعتراف بأي فائدة عملية لأرمينيا؛ وثانيا، يمكن أن يؤدي اعتراف الأمريكيين إلى تقوية المزاج المؤيد لأمريكا في المجتمع الأرمني، وهو مزاج مدمر بطبيعته. فبمقدار ما ستكون أرمينيا موالية لأمريكا، ستكون أكثر ضعفا وحساسية أمام تركيا. ببساطة لأن المشاعر المؤيدة لأمريكا في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي معادية لروسيا بطبيعتها.
وكيف تتصرف موسكو بشكل عام في هذا الموقف؟
روسيا سوف تصمت حيال ذلك، بالطبع. لا يمكننا بأي حال الوقوف ضد الاعتراف الأمريكي بالإبادة الجماعية. فمن شأن ذلك أن يكون غير أخلاقي على الأقل، كما أنه يتعارض مع قرار مماثل اتخذته روسيا من فترة طويلة.