بيزنس الكرة.. والجماهير الغاضبة
كتب: جلال عارف
اقتراح «دورى السوبر الأوروبى» بين أقوى أندية أوروبا لكرة القدم إنهار قبل ٤٨ ساعة من إطلاقه.. لكنه لم يمت تماماً، ومازالت آثاره باقية فى عالم الساحرة الصغيرة، وسيظل كذلك لفترة طويلة.
ما حدث قبل مباراة فريقى «مانشستر يونايتد» و«ليفربول» أول أمس يؤكد ذلك. اقتحم جمهور مانشستر ملعب ناديه واشتبك مع الشرطة، مطالبا برحيل المالك الأساسى للنادى «عائلة جلايزر الأمريكية» لدورها فى تأييد فكرة «دورى السوبر» الذى كانت معارضة جماهير الكرة فى انجلترا العامل الأساسى فى إسقاطها. وكانت النتيجة تأجيل المباراة، وتذكير الجميع بأن الأزمة لم تنته، وأن الثقة أصبحت مفقودة بين جماهير الكرة وبين ملاك العديد من الأندية الكبرى، وأن جوهر المشكلة هو: هل ستظل الساحرة المستديرة لعبة الجماهير ومتعة الفقراء، أم ستصبح لعبة أصحاب الأندية يمارسونها فى البورصة قبل الملاعب؟!
ما حدث من جماهير «مانشستر يونايتد» أول أمس كان بالطبع خروجاً على النص، وكان يمكن أن يؤدى لما لا تحمد عقباه لو حدث فى زمن غير زمن «كورونا» الذى جعل المدرجات خاوية، خاصة أن جماهير الناديين «ليفربول ويونايتد» هى الأكبر والأكثر اندفاعاً فى تشجيعها.
ومع ذلك فاللافت للنظر أن كل الجهات المختصة، تحملت مسئوليتها، والتأجيل تم بعد التشاور مع الناديين وبالتأكيد على أن سلامة اللاعبين والجمهور هى الأهم. لم يذهب مسئولو «ليفربول» لنقطة الشرطة لتحرير محضر إثبات حضور(!!) ولم يصر «المان يونايتد» على إقامة المباراة خوفاً من أى عقوبات قد توقع عليه(!!) ولم يتأخر قرار رابطة الأندية بتأجيل المباراة، ولا إدانة بعض مظاهر العنف القليلة فيما حدث، مع التأكيد على حق الجماهير فى التعبير عن آرائها من خلال القنوات العديدة لذلك ودون الخروج على النص.
الكل تحمل مسئوليته لتطويق الأزمة التى أثبتت أن جماهير الكرة مازالت غاضبة من حكاية «السوبر الأوروبى» ومازالت قلقة على لعبتها الرياضية المفضلة إلى لعبة للأثرياء تجرى فى البورصة وليس فى الملاعب. خسر مالكو الأندية الأوروبية جولة «السوبر» لكن المعركة مستمرة، والسياسة لن تكون بعيدة بأى حال من الأحوال عن حسم مصير اللعبة الشعبية الأولى. بيزنس الكرة فرض المعركة على الجميع.