أسعار العملات

دولار / شيكل 3.29
دينار / شيكل 4.64
جنيه مصري / شيكل 0.21
ريال سعودي / شيكل 0.88
يورو / شيكل 3.92
حالة الطقس

القدس / فلسطين

الجمعة 20.24 C

يقول بن سلمان!

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان - أرشيفية

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان - أرشيفية

طباعة تكبير الخط تصغير الخط

كتب: سليمان جودة

كانت المناسبة التى تكلم فيها الأمير محمد بن سلمان يوم ٢٧ إبريل مناسبة اقتصادية خالصة، ولكنه بجملة واحدة قالها فيها، قد جعل منها مناسبة للاحتفال بالعقل والمنطق!

الكلام من جانب ولى العهد السعودى كان بمناسبة مرور خمس سنوات على رؤية ٢٠٣٠ التى أعلنها فى ٢٠١٦، وهى رؤية تبحث عن الطريقة التى تجعل من اقتصاد المملكة اقتصاداً متنوع الموارد والمصادر فلا يعتمد على النفط وفقط!

غير أن ولى العهد انتهزها فرصة فقال: إن الشيخ محمد بن عبدالوهاب لو خرج من قبره ووجدنا نلتزم بنصوصه، ونغلق عقولنا أمام الاجتهاد، فسوف يكون أول واحد يعارض هذا الشىء!

وهذه الجملة تقال بهذه الصيغة فى السعودية للمرة الأولى، فلم يكن أحد يستطيع فيها أن يناقش أفكار بن عبدالوهاب بهذه الطريقة، ولا كان أحد يستطيع أن يقول إن النصوص التى تركها ذلك الرجل ليست قرآنا نزل من السماء، وإنها اجتهاد منه باعتباره بشرا بمثل ما نحن بشر، وأن علينا بالتالى أن نجتهد بمثل ما اجتهد.. لم يكن أحد فى السعودية يستطيع ذلك، فما بالك إذا كان هذا الأحد هو الرجل الثانى فى البلاد؟!

أهمية هذه الجملة أنها تقول إن إعادة فتح باب الاجتهاد ضرورة حياتية قبل أن تكون فريضة دينية، وتقول إننا يجب ألا نكون أسرى نصوص الماضى، إلا أن تكون هذه النصوص قرآنا كريما أو تكون حديثا نبويا صحيحا.. وما عدا ذلك، فإن لنا عقولا علينا أن نستخدمها، كما استخدم الذين من قبلنا عقولهم!

والمقصودون بالذين من قبلنا هنا، هُم بالأساس الأئمة الأربعة الكبار، الذين عاشوا جميعا وماتوا ما بين نهايات القرن الأول الهجرى وأواسط القرن الثالث.. لقد عاش الإمام أبوحنيفة فى الكوفة بالعراق، وعاش الإمام مالك فى المدينة المنورة، وعاش الإمام الشافعى بين فلسطين والمدينة والعراق ومصر، وعاش أحمد بن حنبل فى بغداد، وفى هذه الدائرة الجغرافية أناروا الدنيا بالفقه الذى يجتهد ليضىء العقول!

من بعدهم غاب الاجتهاد تقريبا وصرنا نعود إليهم الأربعة أو إلى واحد منهم كلما بدا لنا أننا نواجه مشكلة فقهية فى عصرنا، ولم تكن عودتنا إليهم مفهومة على أى وجه، لأنهم اجتهدوا حسب الحقائق والظروف التى عاشوها فى عصرهم، ولأننا نواجه حقائق وظروفا مختلفة عما واجهوه واجتهدوا بسببه ومن أجله.. هناك اختلاف بالضرورة، وهذا الاختلاف يدعونا إلى أن نحمل مسؤولية أنفسنا، وأن نكون رجالا لا عيالا فى مسائل الفقه كما كانوا وعاشوا!

اقرأ أيضا