روسيا تتفوق على الولايات المتحدة في حرب إسرائيل مع الفلسطينيين
تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في "فزغلياد"، حول عقلانية مواقف روسيا وإيران وتركيا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مقارنة بالموقف الأمريكي.
وجاء في المقال: يواصل المحللون تقويم حرب الـ 11 يوما بين إسرائيل وفلسطين. فيما أعلنت حماس أن إسرائيل خسرت هذه المعركة وأقرت بهزيمتها.
أما بالنسبة للاعبين الخارجيين، فلا شك في أن إيران وتركيا على قائمة الفائزين. فخلال الصراع ، دعم كلا البلدين بنشاط الجانب الفلسطيني، وبالتالي كسبا نقاطا سياسية في الشارع العربي.
لكن روسيا ظلت على موقفها. ففيما يتعلق بالقضية الفلسطينية الإسرائيلية، تتبع موسكو تكتيكا معقدا، لكنه في الواقع التكتيك الفاعل الوحيد. فهي لا تحشر نفسها في أي مكان ولا تصادق أحدهما ضد الآخر. يحافظ المسؤولون الروس على علاقات عمل مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. فهم يدينون تل أبيب على أعمالها القاسية ضد الفلسطينيين، وحماس على شن ضربات صاروخية على الإسرائيليين. في الوقت نفسه، لا يقدمون أنفسهم كجهة راعية رئيسية أو صديقة أو مدافعة عن أي من الطرفين ضد الآخر. إنهم يقترحون خدمات الوساطة، لكنهم لا يصرون على قبولها. لا يضغطون على هذا الطرف أو ذاك لتقديم أي تنازلات. على العموم، يكتفون بوضع إصبعهم على النبض.
على خلفية مواقف إيران وتركيا وروسيا الواضحة والمدروسة والبراغماتية، يبدو نهج الولايات المتحدة مرتبكا إلى حد ما، بل وفي مأزق، بدرجة ما.
وقد عبر عن الخطوط العريضة العامة لهذا النهج وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، بتأكيده أن مبدأ "دولتين لشعبين" السبيل الوحيد لحل النزاع.
بالطبع، لدى بلينكن فرصة لتوضيح النهج الأمريكي، خلال زيارته المزمعة إلى الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن الموقف المبدئي لإدارة بايدن بشأن قضية حقوق الإنسان (التي لا تحترمها إسرائيل في فلسطين) و"الخطوط الحمراء" التي وضعها اللوبي اليهودي من غير المرجح أن تسمح للولايات المتحدة بتحديد موقفها، كما فعل ترامب في حينه. وهذا يعني أن أمريكا ستستمر في تأمل كيف ترفع تركيا وإيران وروسيا مكانتها بسبب مواقفها المدروسة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.