جدوى المفاوضات
تحت العنوان أعلاه، كتب أندريه كورتونوف، في "إزفيستيا"، حول الآمال المعلقة على قمة بوتين وبايدن.
وجاء في مقال كورتونوف المدير العام للمجلس الروسي للشؤون الدولية:
كما في السابق، يعتمد التفاعل بين البلدين على مبدأ "من القمة إلى القاعدة". فاجتماعات القادة بالذات هي التي تعطي الزخم الأولي للآليات البيروقراطية الثقيلة في موسكو وواشنطن.
ومع ذلك، هناك استثناءات مؤسفة لهذه القاعدة العامة. فعلى وجه الخصوص، لم تصبح القمة الروسية الأمريكية الأخيرة، التي عُقدت في هلسنكي في يوليو 2018، حافزا لتحسين العلاقات الثنائية.
فهل لدينا سبب وجيه للأمل في أن تكون النتيجة مختلفة هذه المرة؟ للإجابة عن هذا السؤال، دعونا نحاول مقارنة نهج دونالد ترامب وجوزيف بايدن تجاه القمة الروسية الأمريكية والعلاقات بين البلدين بشكل عام:
أولا، لم يعلق دونالد ترامب أبدا أهمية كبيرة على الحد من التسلح، معتقدا بغطرسة بأن الولايات المتحدة قادرة دائما على الفوز بأي سباق، سواء كان مع موسكو أم بكين. وعلى النقيض من ذلك، لا يزال بايدن مؤيدا قويا للحد من التسلح، وهو ما أكده عمليا بقراره تمديد معاهدة ستارت-3 الثنائية؛
ثانيا، لم يحب ترامب أبدا التنسيقات متعددة الأطراف ولم يعدها مثمرة. بينما لا يكتفي بايدن بالتأكيد، بشكل ثابت، على أهمية التعددية فحسب، بل يفهم جيدا عدم إمكانية تجنب التفاعل مع روسيا في العديد من النزاعات والأزمات الإقليمية. لذلك، يمكن إجراء حوار حول أفغانستان والاتفاق النووي الإيراني وكوريا الشمالية وحتى بشأن سوريا في جنيف. إنما، ليس أمرا بديهيا أن يتمكن بايدن من التوصل إلى اتفاق مع بوتين حول كل هذه القضايا، أو حتى حول بعضها، ولكن حتى إمكانية مناقشتها الأولية في القمة تستحق الترحيب؛
ثالثا، لم يكن ترامب مغرما بالدبلوماسيين المحترفين، وعلى ما يبدو، لم يكن يولي أهمية كبيرة للبعد الدبلوماسي للسياسة الخارجية على الإطلاق.
وللأسف، استمرت "حرب السفارات" بعد ترامب. لكن الرئيس بايدن، الذي يتمتع بخبرة واسعة في السياسة الخارجية، يفهم الدبلوماسية ويقدّرها بشكل أفضل.