الولايات المتحدة وقعت في الفخ السوفييتي
تحت العنوان أعلاه، كتب أندريه ريزتشيكوف، في "فزغلياد"، حول أوجه التشابه بين ما يجري لأمريكا اليوم وما شهده الاتحاد السوفييتي قبيل انهياره.
وجاء في المقال: تسير الولايات المتحدة بصلابة على طريق الاتحاد السوفيتي. ذلك ما صرح به الرئيس فلاديمير بوتين. وأوضح أن الإمبراطوريات الواثقة من قوتها تبدأ في ارتكاب أخطاء تؤدي في نهاية المطاف إلى انهيارها. وعن حقيقة أن الولايات المتحدة تكرر تجربة الاتحاد السوفيتي السلبية جرى الحديث في ذروة الأحداث في أوكرانيا، من خلال مقارنتها مع أزمة الكاريبي.
يتفق الخبراء على أن أمريكا لا تريد أن تتعلم من أخطاء الآخرين، وتكرر في بعض النواحي تجربة القادة السوفييت.
فيرى الأستاذ المساعد في كلية الفلسفة بجامعة موسكو الحكومية، والباحث في الشؤون الأمريكية، بوريس ميجويف، أن من أصعب الأمور بالنسبة للولايات المتحدة الحفاظ على الكتلة الأوروأطلسية "تماما كما كان من الصعب على الاتحاد السوفيتي الحفاظ على الكتلة الاشتراكية". فقد أدى انفصال الحلفاء في نهاية المطاف إلى انهيار الاتحاد السوفيتي. ووفقا له، فإن فرنسا وألمانيا تتصرفان عمليا بشكل مستقل، وفي المقام الأول في العلاقة مع الصين. وتُبدي الديمقراطيات المحافظة معارضة، بقيادة المجر وبولندا بدرجة ما.
وفي الصدد، قال كبير الباحثين في معهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير فاسيليف، إن الولايات المتحدة تعاني الآن من مشاكل جدية داخل البلاد، على غرار تلك التي حدثت في الاتحاد السوفيتي قبل انهياره. و"اليوم أصبحت أمريكا أيضا على شفا إضعاف حاد للروابط الفدرالية. فالبلاد تنقسم إلى ولايات زرقاء (ديمقراطية على السواحل الغربية والشرقية) وولايات حمراء (جمهورية في الجنوب والجزء الأوسط من الولايات المتحدة الأمريكية)، وتتزايد الانقسامات الأيديولوجية والاقتصادية والسياسية بينهما. ويجري خروج أمريكا عن طاعة المركز. فمبادرات واشنطن تواجه معارضة متزايدة على الأرض".
وأكد فاسيليف أن جائحة الفيروس التاجي يمكن اعتبارها بمثابة حادثة "تشيرنوبيل أمريكية، تقوض الآن عمليا التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للدولة".