ما بعد جنيف: استنتاجات استراتيجية لأوراسيا من اجتماع بوتين وبايدن
تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري ايفستافييف، في "أوراسيا إكسبرت"، حول ضرورة أن تفكر نخب الدول السوفييتية السابقة بما تخطط له واشنطن في بلدانها.
وجاء في المقال: تسمح قمة زعيمي روسيا والولايات المتحدة في جنيف باستخلاص عدد من الاستنتاجات حول المسار الذي ستتبعه إدارة بايدن في أوراسيا.
فلعلها سابقة لأوانها تقويمات الخبراء القائلة بأن الولايات المتحدة ممثلة بـ "بايدن الجماعي" اعترفت، في اجتماع جنيف، بروسيا لاعبا في الصف الأول. الولايات المتحدة تعترف دائما بروسيا أهم خصم عسكري لها. لكن النتيجة الرئيسية للقمة في جنيف كانت الكف عن تدهور العلاقات مع روسيا، على الأقل في المدى القصير.
ولا يبقى سوى تتبع الاتجاه الذي سوف تتطور فيه مفاهيم التفاعل بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، ولا سيما فكرة زيادة الضغط السياسي على موسكو، المتخفية تحت شعار "النأي بالنفس".
خط بروكسل هذا يمكن أن يقدم مكافآت أحادية الجانب للولايات المتحدة والصين، ما يحوّل الاتحاد الأوروبي إلى قوة المواجهة الرئيسية مع روسيا. جزئيا، قد تكون هذه "خطة اللعبة" الأمريكية الظرفية، التي في الوقت نفسه تؤدي إلى تفاقم علاقات دول الاتحاد الأوروبي مع كل من الصين وروسيا. وهنا تكون "الكرة" الجيوسياسية بلا شك في ملعب الأوروبيين.
لا شك في أن القضايا المتعلقة بمصير أوراسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي أثيرت في اجتماع جنيف. وإذا حكمنا من خلال سلوك بايدن مفرط الحذر، فإن البيت الأبيض سوف يتجنب التحركات السياسية المحفوفة بالمخاطر بكل طريقة ممكنة. ومع أن الإدارة قد تعود مستقبلا إلى قبول فكرة الفوضى، إنما حتى الآن لا توجد بوادر على ذلك.
لكن النفوذ في أوراسيا يظل أحد القضايا بالنسبة للمقايضة السياسية المحتملة بين واشنطن وأنقرة، إن لم يكن تحت قيادة الزعيم الحالي، ففي المستقبل. وربما يشكل ذلك أهم عناصر عدم اليقين في سلوك نخب أوراسيا وما ينطوي عليه من مخاطر.
تستمر إمكانيات الشراكة الحقيقية مع الولايات المتحدة واللاعبين الغربيين الآخرين في بلدان أوراسيا السوفييتية السابقة (باستثناء أوكرانيا) في التراجع. ويتسارع هذا التراجع في عدد من المناطق (آسيا الوسطى). وقد آن الأوان، للنخب السياسية هناك، لأن تعيد التفكير بعمق في استراتيجيات التنمية على المدى المتوسط.