أردوغان يبني بإصرار طوران العظيم
تحت العنوان أعلاه، كتب دميتري روديونوف، في "سفوبودنايا بريسا"، حول اتجاه السلطان التركي للسيطرة على شمال القوقاز وآسيا الوسطى بعد امتلاكه مفاتيح أذربيجان.
وجاء في المقال: التكامل الوثيق بين تركيا وأذربيجان في إطار مفهوم "أمة واحدة في دولتين" أمر جذاب لأنقرة، ولكن ليس في مصلحة باكو، بحسب ما قاله الخبير في نادي فالداي الدولي للنقاش، الباحث السياسي فرهاد إبراهيموف، لموقع Lente.ru.
ووفقا للأستاذ المساعد في الجامعة المالية غيفورغ ميرزايان، "أذربيجان بالنسبة لتركيا، منفذ إلى قزوين. ليس فقط إلى بحر قزوين، إنما وموارده وكل شيء يقع في الشرق منه، نحو بلدان آسيا الوسطى، حيث لتركيا طموحات جدية. بالإضافة إلى ذلك، يمر الطريق بين الشمال والجنوب، من روسيا إلى إيران، عبر أذربيجان، متجاوزا تركيا التي تريد السيطرة عليه بنفسها. ويجب أن لا ننسى الغاز الأذربيجاني أيضا. وأخيرا، سياسيا، من خلال السيطرة على القومية الأذربيجانية، يمكن لتركيا التأثير في إيران، حيث يعيش جزء كبير من الأذربيجانيين، من خلال التحكم في وعيهم القومي الذاتي، وبالتالي توجيه ضربة للاستقرار الداخلي في إيران.
وهل هذا التكامل غير جذاب حقا لباكو؟
لا أحد يسأل باكو هنا. لا يتمتع الجانب الأذربيجاني بالسيادة في العلاقات مع تركيا، ما يؤثر بشكل كبير في عملية صنع القرار في أذربيجان، على السياسيين والجنرالات. بالطبع، تحاول أذربيجان المناورة، بما في ذلك من خلال بناء علاقات مع روسيا، لكنها شديدة الارتباط بتركيا..
هل يمكننا أن نقدم لباكو بديلاً جذاباً ونشير إلى الخطوط الحمراء التي لا يجوز لأنقرة تجاوزها؟
تعرض أذربيجان "موضوعا خبيثا"، يعرضون (الأذربيجانيون) علينا "شراءهم" من الأتراك. ولكن، يجب إدراك أن أذربيجان هي الأحوج إلى ذلك، فالأمر يتعلق بسيادتها. فإذا ما قفز أردوغان، بحكم طبيعته المغامرة، إلى صراع مع روسيا أو إيران، فسيتعين على أذربيجان الدخول في هذا الصراع كدولة تابعة. لذلك فمن مصلحتها أن تخفف من تبعيتها.