إثيوبيا: حائز جائزة السلام خسر الحرب
تحت العنوان أعلاه، كتبت ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، حول الوضع في إثيوبيا وكيف باتت جبهة تحرير تيغراي تملي شروطها على السلطات المركزية مدفوعة بالرغبة في الانتقام.
وجاء في المقال: وجدت السلطات الإثيوبية نفسها في وضع صعب بسبب فقدان السيطرة على إحدى المناطق المهمة. هزمت قوات ولاية تيغراي الجيش الفدرالي. وكشرط لوقف إطلاق النار، تطالب قيادة الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بفتح تحقيق في الجرائم التي ارتكبتها سلطات إثيوبيا وإريتريا في المنطقة.
لم ترد أديس أبابا، بعد، على مطالب الجبهة. وفي الوقت نفسه، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين، الأسبوع الماضي، إن الحكومة الحالية، إذا بقيت في السلطة بعد إقرار نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في نهاية يونيو، يمكن أن تبدأ "حوارا" مع ممثلي القوى السياسية والعامة في تيغراي، بما في ذلك القوى السليمة ضمن الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي".
إنما الباحث الروسي في الشؤون الإفريقية، أليكسي تسيلونوف، يرى أن جبهة تحرير تيغراي ستمضي حتى النهاية، "مدفوعة بالتعطش للانتقام".
وقال تسيلونوف لـ "كوميرسانت" تسببت الهزيمة في تيغراي في إلحاق ضرر هائل بسمعة إثيوبيا، من وجهة نظر المستثمرين المحتملين والحلفاء العسكريين السياسيين. لقد سئمت الولايات المتحدة من آبي أحمد الذي بعد نيله جائزة نوبل، على السلام مع إرتيريا، أقحم البلاد في حرب جديدة. إضافة إلى ذلك، لم ينسوا في واشنطن كيف رفض الوفد الإثيوبي في اللحظة الأخيرة التوقيع على اتفاق بشأن السد، أعد بمساعدة دبلوماسيين أمريكيين والبنك الدولي. فرنسا، التي تترأس هذا الشهر مجلس الأمن الدولي، مهتمة للغاية بالسودان. لذلك سيتعرض آبي لضغوط من جهات مختلفة وفي جميع المناسبات".
ظهر هذا الضغط عمليا الأسبوع الماضي في اجتماع مجلس الأمن الدولي المخصص لتيغراي، والذي بادرت إلى عقده الولايات المتحدة الأمريكية وإيرلندا وبريطانيا. ووفقا لسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، فإن وقف إطلاق النار الكامل في تيغراي يعني انسحاب القوات الفدرالية وحلفائها. أما موقف موسكو فعبّر عنه الممثل الدائم لروسيا في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، بالقول: "الوضع في تيغراي يجب أن يبقى شأنا إثيوبيا داخليا. ونرى أن تدخل مجلس الأمن في حله عديم الجدوى".