ارسلوا الانكشاريين: تركيا تعزز وجودها في آسيا الوسطى
تحت العنوان أعلاه، كتبت كسينيا لوغينوفا، في "إزفيستيا"، حول تفضيل بلدان آسيا الوسطى تركيا على روسيا. ولكن؟
وجاء في المقال: تركيا من الدول القليلة التي ترغب في البقاء في أفغانستان بعد انسحاب القوات الغربية من هناك. قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن الجيش التركي سيلعب دورا رائدا في ضمان أمن مطار كابول بعد انتهاء مهمة الناتو في أفغانستان. هذا ما اتفق عليه جوزيف بايدن ورجب طيب أردوغان.
على هذه الخلفية، تتحسن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة. لم يكن قد بقي لدى الحليفين في حلف شمال الأطلسي مؤخرا الكثير من نقاط التعاون، وها هي الفرصة تسنح للتفاعل. فلتجنب التوترات داخل الناتو، لا تمنع واشنطن أنقرة من بناء نفوذها في تلك المناطق التي لا تقع في إطار النفوذ الأمريكي تقليديا. بما في ذلك القوقاز وآسيا الوسطى، وجزئياً في جنوب آسيا والشرق الأوسط، عندما لا يتعلق الأمر بالأكراد وإسرائيل، كما قال لـ"إزفيستيا، الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أليكسي دافيدوف.
أما نفوذ أنقرة في منطقة آسيا الوسطى فعظيم جدا بحسب الباحث البارز في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية فيكتور نادين-رايفسكي. ولكن، حتى الآن، لم يتمكن الأتراك من احتلال مكان روسيا بالكامل في دول ما بعد الاتحاد السوفيتي: فهم يفتقرون إلى القدرات المالية. تنظر دول آسيا الوسطى إلى تركيا كمساعد في التقارب مع الغرب، مع ابتعادها عن موسكو. لكن مع إدراكهم أن عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي لا تلوح في الأفق، قرروا مراجعة عقائد سياساتهم الخارجية.
في الوقت نفسه، بحسب نادين-رايفسكي، لا تزال تركيا تعزز وجودها بجدية في المنطقة. وقال:
بالنسبة لمصالح روسيا، يخشى الأتراك من أن موسكو قد تغلق بعض القنوات وتعوقهم، لكن حتى الآن لا تلاحظ إجراءات من جانب روسيا من شأنها أن تحد بطريقة ما من النفوذ التركي.