تصعيد تايوان: سيناريوهات تطور الأحداث
تحت العنوان أعلاه، كتب يفغيني فيدوروف، في "فوينيه أوبزرينيه"، حول تردد بكين، بين احتلال تايوان المتمردة بالقوة العسكرية وخنقها بالحصار.
وجاء في المقال:حتى وقت قريب، كانت الولايات المتحدة ترى في العام 2050 سنة الغزو المحتمل لتايوان من قبل الجيش الصيني. فحتى ذلك الوقت، لن يكون لدى جيش التحرير الشعبي الصيني القدرة على الاستيلاء على الجزيرة دون خسائر غير مقبولة في الأرواح. ولكن، في نهاية يونيو، أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، عن سيناريو جديد لتطور الأحداث في مضيق تايوان. ووفقا لتقريره أمام الكونغرس، فقد تبدأ بكين عملية عسكرية في وقت مبكر من العام 2027، في الذكرى المئوية لتأسيس الجيش الصيني.
ويستبعد مارك ميلي أن ينفَّذ سيناريو الحل العسكري لقضية تايوان في العام أو العامين المقبلين. فعلى الرغم من الوتيرة الملفتة لتطوير الآلة العسكرية الصينية، فإن الجيش غير جاهز حاليا لاحتلال الجزيرة. وبحسب الجانب الأمريكي، هناك أسباب كثيرة لذلك: أولاً، اقتحام تايوان المحصنة جيداً مهمة صعبة للغاية؛ ثانيا، لن "ترد" تايوان بمفردها على عدوان بكين. فالولايات المتحدة وحلفاؤها سيقدمون المساعدة العسكرية، بالتأكيد. وسوف تكون مجموعة حاملات الطائرات الأمريكية عقبة أمام غزو تايوان.
تبدو إمكانية فرض حصار على تايوان أكثر جاذبية للجانب الصيني. فمن السهل نسبيا حرمان هذه الدولة الجزيرة الصغيرة غير المعترف بها من الاتصال بالعالم الخارجي عن طريق الجو والبحر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبكين أن تحرم تايوان من القدرة على التواصل عبر وسائل الاتصال. في الولايات المتحدة، يأخذون آفاق الحصار على محمل الجد.
وفي الصدد، علق رجل الاستخبارات المتقاعد لوني هينلي، بالقول: "يمكن أن يكون الحصار الوسيلة الرئيسية للتدخل العسكري بدلاً من الهبوط (في الجزيرة)، أو يمكن أن يصبح جزءا من عملية غزو الجزيرة."
يبدو أن حصار تايوان هو السيناريو الأكثر ترجيحا في الحل العسكري للقضية. في الوقت نفسه، يمكن أن يكون بمثابة ضغطة على زناد تصعيد يخرج عن السيطرة.