الأمر بسيط: قُمْ، سِر، طِرْ
تحت العنوان أعلاه، كتب أليكسي ناعوموف، في "كوميرسانت، حول طريقة انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وما خلفته من أسئلة ومخاطر.
وجاء في المقال: وفقا للبيانات الرسمية، غادرت القوات الأمريكية أفغانستان بنسبة 90%: فمن دون علم القيادة الأفغانية، غادروا قاعدة باغرام الجوية التي تمثل مقر عملياتهم في البلاد. ترك الجنود الأمريكيون وراءهم مئات المركبات، وبعض الأسلحة، وإمدادات غذائية ملفتة، بالإضافة إلى أسئلة كثيرة حول مصير البلاد ونظامها السياسي.
المعلوم حتى الآن أن انسحاب الأمريكيين المفاجئ من أفغانستان تزامن مع سلسلة هزائم حساسة تكبدها الجيش الأفغاني، ووضوح عدم قدرته على القتال بمفرده.
وعلى الرغم من أن الانسحاب المفاجئ من أفغانستان كثيرا ما يُقارن على صفحات وسائل الإعلام الأمريكية بالانسحاب من جنوب فيتنام، إلا أن الحرب نفسها لم تتحول إلى كارثة للسلطات الأمريكية.
فلم تخرج إلى شوارع المدن الأمريكية مظاهرات مناهضة للحرب؛ ولم يتم إرسال الشباب الأمريكيين قسراً إلى الجبهة، ليعودوا في توابيت. في العام 2001، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب أن ما يقرب من 90% من سكان الولايات المتحدة أيدوا غزو أفغانستان في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر. ولكن، منذ ذلك الحين، يؤكد الأمريكيون بشكل متزايد كل عام أن إرسال القوات إلى هناك كان خطأ. إنما نسبة من يقول بذلك وصلت إلى مستوى 40-50 % في النصف الثاني من العقد الأول ولم تزد عن ذلك، وفي العام 2019، بلغت 43%.
حتى عندما طالب دونالد ترامب بإنهاء "الحروب التي لا نهاية لها"، أظهر استطلاع أجرته شبكة إن بي سي نيوز، وول ستريت جورنال، أن ثلث الأمريكيين فقط يقولون بضرورة سحب القوات على الفور. الأمريكيون بشكل عام لم يتابعوا الصراع عن كثب. فكما أظهر استطلاع أسوشيتد برس/NORC، كان 12% فقط ممن شملهم متابعين بنشاط للوضع في ذلك البلد. لذلك، كان من الممكن أن يقدر جو بايدن على تحقيق رغبته الطويلة الأمد في سحب القوات من أفغانستان دون خسارة كبيرة في شعبيته، بصرف النظر عن كيفية حدوث ذلك.