أمريكا لن تستطيع تكرار لعبة كيسنجر ضد روسيا
كتب فلاديمير سكوسيريف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول الدعوة لإحياء التعاون بين الولايات المتحدة والصين ضد روسيا.
وجاء في المقال: عقد في بكين مؤتمر مخصص للذكرى الخمسين لزيارة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر السرية إلى الصين. فتلك الزيارة أثمرت عن تطبيع العلاقات بين الدولتين وتعميق التناقضات السوفيتية الصينية. والآن، يحث هذا الاستراتيجي الأمريكي البالغ من العمر 98 عاما واشنطن على القيام بخطوة مماثلة. وقد أيد نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية وانغ كيشان هذا النداء، مشددا على ضرورة الحوار.
فهل يمكن تكرار مناورة السبعينيات في الوضع الحالي؟
أجاب رئيس قسم العلاقات الدولية بالمدرسة العليا للاقتصاد ألكسندر لوكين عن السؤال، فقال لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "في العام 1971، كانت رحلته (كيسنجر) تهدف إلى تخريب العلاقات السوفيتية الصينية، التي كانت بطبيعة الحال سيئة حينها، كما كانت علاقة الولايات المتحدة مع الصين سيئة أيضا. وتمكن كيسنجر من كسب الصين إلى جانبه. بل وصل الأمر إلى فتح مكتب لوكالة المخابرات الأمريكية المركزية في الصين".
إنما الوضع الآن، بحسب لوكين، مختلف تماما، فـ "الذين يعانون من رهاب الروس الصريح هم من يقترحون المصالحة مع الصين بطريقة ما، وإمكانية استخدامها ضد روسيا. هذا الرأي موجود، لكنه ليس رئيسيا. الرأي السائد هو التالي: يجب عمل شيء ما مع كل من روسيا والصين في آن معا. وفي الوقت نفسه، روسيا أضعف، فالعدو الرئيس هو الصين".
وأما كيسنجر وأمثاله من الواقعيين فلا يمثلون النخبة السياسية الأمريكية، بل هم منظرو الجيل القديم، الذي لا يستمع إليه سوى قلة من الناس. وقد حدد الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن النهج الأمريكي بالتالي: "امش وأنت تعلك". أي اضغط وتحدث في الوقت نفسه في بعض القضايا التي تعود بالفائدة على أمريكا. لكن هذا النهج لم يحقق النجاح بعد، كما أظهرت المحادثات بين الدبلوماسيين الأمريكيين والصينيين في ألاسكا.