أنقرة والاتحاد الأوروبي: تنحية الأخلاق والعواطف جانباً
تحت العنوان أعلاه، كتب ألكسندر بارتوش، في "كوريير" للصناعات العسكرية، حول طموحات تركيا الخطيرة على روسيا.
وجاء في مقال بارتوش العضو المراسل في أكاديمية العلوم العسكرية:
يهدف نهج أنقرة السياسي إلى تشكيل مركز قوة تركية في عالم متعدد الأقطاب، يتم فيه استخدام الاتجاهات العامة للتحول العالمي بمهارة. أولاً، فقدان الغرب أساس هيمنته التي استمرت خمسمائة عام؛ وثانيا، انهيار النظام الاقتصادي الليبرالي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية؛ وثالثا، التغيير الجذري في ميزان القوى في العالم؛ وأما رابعاً فالوباء الذي زاد من حالة الفوضى وعدم اليقين، ما أدى إلى معاناة وموت ملايين الأشخاص وإهدار الموارد.
أحد المشاريع الرئيسية هو بناء قناة اسطنبول، الموازية للمضائق، والتي لن تخضع لاتفاقية مونترو للعام 1936. وحينها، ستصبح تركيا المركز الحاكم الوحيد للاتصالات التجارية والبحرية، في البحر الأبيض المتوسط والأسود. وبناءً على ذلك، ستتوفر لأنقرة إمكانيات مختلفة نوعيا للتأثير، بما في ذلك على روسيا، وسوف يصبح الاستخدام العسكري للقناة موضوعا للمساومة مع واشنطن وبروكسل.
ويجب التأكيد على أن مهمة تركيا الوحيدة، في استراتيجية الولايات المتحدة العالمية اليوم، وهي من أهم المهام، التهيئة لنزاع مسلح دام بين روسيا وأوكرانيا. وفي حال أخذت الأحداث هذا المنحى، فتركيا موعودة بتفضيلات استراتيجية جدية على حساب روسيا، وربما بدعم طلب انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. تساهم مثل هذه الوعود من الغرب في فقدان أنقرة إحساسها بالتوازن والعقلانية، وإهمال دروس التاريخ، حين دفعت الطموحات المبالغ فيها البلاد إلى استيقاظ مؤلم من أحلامها.
النخب الحاكمة في الاتحاد الأوروبي مستعدة للعمل مع "ديكتاتور" طالما هو يمثل دولة مهمة للمصالح الاقتصادية والعسكرية للغرب، دولة مستعدة لأن تصبح أداة في الحرب الهجينة ضد روسيا. الأخلاق والعواطف جانبا. على ذلك بالذات يعول الرئيس التركي من الشركاء الأوروبيين.
في ضوء ما سبق، من المهم بالنسبة لروسيا تطوير سياسة علاقات طويلة الأمد مع تركيا، تكفل الاستعداد لتفادي التصرفات الغريبة والاستفزازية والمتعجرفة والجريئة من جارتها الجنوبية التي لا يمكن التنبؤ بسلوكها.