بايدن يلعب على المدى البعيد: لماذا لا تدعم الولايات المتحدة الاحتجاجات الكوبية
تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في "إكسبرت أونلاين"، حول تعامل إدارة بايدن الذكي مع الاحتجاجات في كوبا.
وجاء في المقال: في جزيرة الحرية، تجري مظاهرات حاشدة من أجل الحرية. ويتابعون في العالم أجمع الأحداث في كوبا عن كثب.
في ظاهر الأمر، يبدو موقف الولايات المتحدة شديد البرودة من الأحداث. ففي حين يطالب السياسيون والصحفيون الأمريكيون بالتحرك، تقتصر السلطات على "الإعراب عن القلق". لكن من النظرة الثانية، يظهر التحليل البسيط أن الولايات المتحدة تتخذ الموقف الأمثل. في الواقع، هذا هو الموقف الوحيد الذي يفوزون فيه في اللعبة الكوبية، وليس فقط فيها.
وهكذا، تدرك واشنطن أن فرص المتظاهرين، هنا والآن، في إسقاط السلطة في هافانا ليست كبيرة. في الواقع، تستند الاحتجاجات على حماسة الناس فقط، فليس لديهم تنظيم ولا تمويل ولا بنية تحتية.
نعم، الاحتجاجات محكوم عليها بالهزيمة اليوم، لكن في الوقت نفسه، يدرك كثيرون أنها محكوم عليها بالنصر في المستقبل. فبعد تفريق المظاهرات، لن يختفي استياء الناس، إنما سيزداد قوة.
في الأساس، تحتاج واشنطن فقط إلى الانتظار، دون الإضرار بسمعة المحتجين بأفعالها. الحقيقة هي أن أي تدخل أميركي نشط في الاحتجاجات الكوبية لن يؤدي إلا إلى تشويه سمعتها.
علاوة على ذلك، تدرك واشنطن أن اللعبة الحالية لا تجري نحو خدمة المصالح الأمريكية في تغيير النظام في جزيرة الحرية. تدور اللعبة في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية. تتعزز الحركات اليسارية والقوى الخارجية (الصين بالدرجة الأولى) في المنطقة. لذلك، تحتاج الولايات المتحدة إلى الدفاع عن أيديولوجيتها ومصالحها في "فنائها الخلفي". ولكن، من الصواب الدفاع ليس بغزو البلدان واغتيالات الرؤساء، وبالتأكيد ليس بالثورات الملونة، التي ستظل آذان وزارة الخارجية الأمريكية وراءها مشنفة.