حصان طروادة الأردوغاني
كتب ستانيسلاف إيفانوف، في "كوريير" للصناعات العسكرية، حول استخدام أردوغان مقاتلي حزب العمال الكردستاني في العراق وسوريا.
وجاء في المقال: يظهر في وسائل الإعلام مزيد من الدعوات الموجهة إلى سلطات كردستان العراق لتفادي "حرب أهلية" بين الأكراد.
بعد سحق المقاومة الكردية المسلحة في تركيا، سمحت سلطات كردستان العراق للاجئين الأكراد من تركيا بالاستقرار مؤقتا في مخيمات وقرى على طول الحدود التركية العراقية. وكان أحد الشروط تجريد المقاتلين المنسحبين من سلاحهم، وتوقفهم عن أي نشاط سياسي وعسكري على الأراضي العراقية.
أظهرت الأحداث اللاحقة أن أتباع حزب العمال الكردستاني لم ينووا منذ البداية الوفاء بالتزاماتهم. فسرعان ما حولوا المناطق الشمالية من العراق إلى نقطة انطلاق لأنشطتهم التخريبية والإرهابية ضد الدول المجاورة وبدأوا في نشر أيديولوجيتهم بنشاط بين أكراد العراق.
وتجدر الإشارة إلى أن قيادة حزب العمال الكردستاني ليست بيد الأكراد، منذ فترة طويلة، إنما بيد أتراك؛ فأنشطة زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان ورفاقه، الذين يقضون عقوبة بالسجن المؤبد، تخضع لسيطرة صارمة من قبل الاستخبارات التركية.
وكما يبدو، فليس عبثا دفع أردوغان مقاتلي حزب العمال الكردستاني إلى داخل الأراضي العراقية. فهذا يعطيه سببا وفرصة لقصف المناطق الشمالية من العراق، بل وغزوها، وإنشاء قواعد عسكرية تركية هناك.
يتصرف الرئيس أردوغان بشكل مماثل في الجارة سوريا، حيث تحتل القوات التركية، بذريعة محاربة إرهابيي حزب العمال الكردستاني، مناطق في شمال البلاد (عفرين) وتقوم بعمليات تطهير عرقي هناك، وتُسكن محل الأكراد الذي تطردهم تركمانا وعربا سنة متطرفين.
وهكذا يغدو أكثر وضوحا أن الوقت قد حان لكبح أنشطة "حصان طروادة" أردوغان الذي يعمل تحت ستار حزب العمال الكردستاني التركي في شمال العراق وسوريا. إذا كانت سلطات كردستان العراق وإدارة الأكراد الذاتية في سوريا تريدان حقا حماية الشعب الكردي من هجمات يشنها مقاتلون إرهابيون من حزب العمال الكردستاني والقوات المسلحة التركية، فلا ينبغي الخوف من حرب متوهمة "بين الأشقاء". أي أشقاء هم؟ هؤلاء إرهابيون وقطاع طرق ومحرضون، مرتزقة لدى المخابرات التركية. لا يمكن أن تكون هناك "حرب أهلية" معهم.