تركيا لا تعبأ بالأمم المتحدة
كتبت ماريانا بيلينكايا وكيريل كريفوشييف، في "كوميرسانت"، حول إعلان أردوغان موقفه الرافض لتوحيد جزيرة قبرص، مستهترا بالقرارات الدولية.
وجاء في المقال: تريد أنقرة إقناع العالم بالتخلي عن فكرة توحيد الجزأين اليوناني والتركي من قبرص في دولة واحدة. وقد تم الإعلان عن الخطوات العملية لتنفيذ هذه الخطة خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لشمال قبرص. ففي الواقع، أنقرة مستعدة لإلقاء جميع القرارات التي اتخذها مجلس الأمن الدولي بشأن تسوية قبرص في سلة المهملات.
تسببت زيارة أردوغان والتصريحات التي أدلى بها بموجة من السخط في المجتمع الدولي. وفي الاتحاد الأوروبي، على وجه الخصوص، يحذرون من أنهم لن يتصالحوا أبدا مع قرار إنشاء دولتين على الجزيرة.
فيما تسعى أنقرة بنشاط إلى نيل الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية من أكبر عدد ممكن من الدول. إلا أن المستعدين لذلك ما زالوا قلائل. وهكذا، فعندما وصلت طموحات أردوغان الخارجية إلى ذروتها على خلفية انتصار أذربيجان، حليفة أنقرة الرئيسية، في حرب قره باغ الثانية، بدأت تتردد في الصحافة افتراضات بأن باكو ستعترف قريبا بجمهورية شمال قبرص التركية. إلا أن الباحث السياسي الأذربيجاني إلغار ولي زاده لا يثق بإمكانية اعتراف باكو قريبا بجمهورية شمال قبرص التركية.
قال ولي زاده، لـ"كوميرسانت": "تنظر أذربيجان دائما إلى سكان شمال قبرص كشعب شقيق. على مستوى البرلمانيين والمنظمات العامة، كانت الاتصالات قائمة ولا تزال. أما بالنسبة للاعتراف بالاستقلال، فلم يُطرح أبدا كمسألة سياسية. هذه الخطوة يمكن أن تعقّد بشكل كبير علاقاتنا ليس فقط مع قبرص، إنما ومع اليونان والاتحاد الأوروبي".
إن مواقف بروكسل وواشنطن بشأن مستقبل قبرص محددة بوضوح. ففي أوائل يوليو، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في مؤتمر صحفي في نيقوسيا، إن الاتحاد الأوروبي لن يوافق على حل مشكلة قبرص على أساس إقامة دولتين.