إنهاء مهمة القوات الأمريكية في العراق قد تكون خدعة
تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول الشك في نوايا واشنطن إنهاء عملياتها العسكرية في العراق.
وجاء في المقال: أعلنت إدارة الرئيس جوزيف بايدن إنهاء مهمة وحدتها القتالية في العراق بحلول الحادي والثلاثين من ديسمبر القادم. جاء هذا القرار بعد اللقاء الشخصي بين الزعيم الأمريكي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
يقول مسؤولون أمريكيون سابقون إن الإعلان عن انتهاء المهمة القتالية الأمريكية، الذي كان منتظرا في الأشهر الأخيرة، يشكل بادرة رمزية وليس تحولا ملموسا في سياسة البيت الأبيض تجاه الشرق الأوسط. ونقلت صحيفة بوليتيكو عن السفير الأمريكي السابق في العراق ريان كروكر، قوله: "هذه لعبة خادعة أكثر منها حقيقة". وبدوره، استبعد مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العسكرية والسياسية، العميد المتقاعد مارك كيميت، أن يتغير الوضع على الأرض، فقال: "إذا استمرت عمليات الاستطلاع غير القتالية والاستشارية واللوجستية بمستوى القوات نفسه، فمن غير المرجح أن يكون لهذا القرار تأثير عملي كبير".
في غضون ذلك، يحاول مستشارو بايدن المقربون دحض أن يكون لهذا الإعلان طبيعة رمزية صرفة. فوفقا لهم، يُنتظر حدوث تحولات حقيقية.
وفي الصدد، قال الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي، كيريل سيميونوف، لـ "نيزافيسيمايا غازيتا": "إن الوضع برمته مرتبط بحقيقة أن الأمريكيين لا يريدون مغادرة العراق. سيبقون على وجودهم هناك، وسوف يتغير شكل المهمة فحسب". وبحسبه فإن إدارة بايدن تقوم بذلك على وجه التحديد لتمويه وجودها على الساحة العراقية. "ففي حين كان كل الحديث في البداية عن أن الأمريكيين يجب أن يغادروا يوما ما، فالآن نرى أنهم باقون، ولكن في شكل مختلف". وأشار إلى أن إمكانية قيام الجانب الأمريكي بعمليات عسكرية ستبقى قائمة.
ولا يرى سيمينوف أن هذا الإجراء سوف يؤدي إلى زيادة النفوذ الإيراني في العراق. فبحسبه، "الأمريكيون، على العكس من ذلك، لم يغادروا العراق من أجل مواجهة توسع النفوذ الإيراني هناك".