لماذا اقترحت تركيا اعترافها بالقرم مقابل اعتراف موسكو بشمال قبرص؟

كتب مدير مركز "دراسة تركيا الجديدة" يوري مواشيف، في "إزفيستيا"، حول أهداف أنقرة المحتملة من الحديث عن إمكانية عقد صفقة مع موسكو.

وجاء في المقال: اقترح الأستاذ في جامعة مالتبه التركية، حسن أونال، على روسيا أن "تقود حركة الاعتراف" بجمهورية شمال قبرص التركية. وقال في إحدى المقابلات معه، إن تركيا، في المقابل، يمكن أن تعترف بروسيّة شبه جزيرة القرم.

ونحو ذلك، هناك قوة سياسية في تركيا تدعو، في جميع المنصات الممكنة، إلى قيام اتحاد روسي تركي. بل وتروج لصفقة "شبه جزيرة القرم مقابل شمال قبرص". الحديث يدور عن حزب "الوطن".

بالمناسبة، حزب الوطن المذكور أعلاه يعد هامشيا في تركيا. فهو ليس ممثلا في البرلمان ولم يحصل على نتيجة معتبرة في أي انتخابات، حتى في الانتخابات الإقليمية. ومن المثير للاهتمام أن هذا الحزب يطرح تصريحات بشأن الاعتراف بشبه جزيرة القرم، عندما يجتمع أردوغان مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أو يتفق مع كييف على شيء ما.

لذلك، على الأرجح، يمكن أن يخدم تسريب المعلومات هذا غرضين: أولاً، تحاول تركيا تخويف الغرب، من إمكانية اعترافها بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا، من أجل خلق ظروف مواتية لها في مسارات أخرى؛ وثانيا، تبذل أنقرة قصارى جهدها من أجل نيل الاعتراف بشمال قبرص على الأقل من حلفائها - باكو وإسلام أباد والدوحة. للقيام بذلك، يجب على الأتراك أن يظهروا لأصدقائهم المدى الذي يمكن أن يذهبوا إليه من أجل قبرص؛ وثالثا، هناك حاجة لاسترضاء موسكو بـ "رمي عظمة" لها، على الأقل في شكل مناقشة إمكانية الاعتراف نظريا بعودة شبه الجزيرة إلى روسيا.