الصين ترعب أمريكا أكثر فأكثر
تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في "فزغلياد"، حول مطالب الصين التي يستحيل أن تقبلها واشنطن.
وجاء في المقال: تسعى الولايات المتحدة والصين إلى تحويل علاقتهما المعقدة إلى منافسة حضارية، بوضع قواعد للعب، وخطوط حمراء، ومجالات للتعاون المحتمل والتواصل بلباقة.
لهذا الغرض، طارت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان إلى تيانجين للقاء نائب وزير الخارجية الصيني وانغ يي.
ووصف المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان هذه المحادثات بأنها "عميقة وصريحة ومفيدة، من حيث أن كلا الجانبين باتا يفهمان مواقف بعضهما البعض بشكل أفضل". ولكن ذلك، يعني لو تُرجم من اللغة الدبلوماسية إلى الروسية أن الطرفين لم يتفقا.
وفقا لـ"بلومبرغ"، تضمنت قائمة الشروط والمتطلبات الصينية النقاط التالية: وضع حد لانتقاد نظام جمهورية الصين الشعبية السياسي، ورفع جميع العقوبات والرسوم التجارية، فضلاً عن عدم التدخل في شؤون هونغ كونغ وتايوان وشينجيانغ. بالإضافة إلى ذلك، فلعل بكين طالبت واشنطن باحترام المصالح الصينية في شرق وجنوب شرق آسيا.
للوهلة الأولى، لم يطلب الصينيون أي شيء خاص. كل شيء منطقي وواقعي تماما. ومع ذلك، لا يمكن للولايات المتحدة قبول أي من هذه النقاط.
فلا يمكنهم التخلي عن الحملة الإعلامية ضد النظام السياسي الصيني؛ والأمر بخصوص الرسوم التجارية ليس سهلا؛ وليس للولايات المتحدة أن تتوقف عن التدخل في شؤون هونغ كونغ وشينجيانغ؛ كما لن تتوقف الولايات المتحدة عن التدخل في شؤون تايوان. بالنسبة للولايات المتحدة، هذه الجزيرة ليست مجرد "حاملة طائرات"، إنما خطاف يمكنهم، إن لزم الأمر، أن يصطادوا به التنين الصيني.
أما في مجال النفوذ، فالولايات المتحدة ليست مستعدة لإعطاء المنطقة بأكملها للصين، أو على الأقل عدم التدخل في نزاعات بكين مع دول المنطقة. تنظر واشنطن إلى جنوب شرق آسيا بوصفه حدودها البعيدة التي يمكنها بل ويجب عليها أن توقف بكين عندها.
في مثل هذه الحالة، بطبيعة الحال، فإن عبارة "عميقة وصريحة ومفيدة، بمعنى أن كلا الجانبين باتا يفهمان مواقف بعضهما البعض بشكل أفضل" تمثل الأقصى الذي يمكنهما الاتفاق عليه.