سفير أمريكي سابق عن مأزق العلاقات الأمريكية الروسية
نشرت "كوميرسانت" نص لقاء مع سفير الولايات المتحدة السابق لدى الاتحاد السوفييتي جاك ماتلوك حول الأزمة الدبلوماسية الراهنة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وجاء في اللقاء الذي أجرته ايلينا تشيرنينكو: منذ الأول من أغسطس، لم يعد من حق سفارة الولايات المتحدة في موسكو والقنصليتين العامتين في يكاترينبورغ وفلاديفوستوك توظيف مواطنين من روسيا أو دول ثالثة. فقد فرضت السلطات الروسية هذه القيود، بإضافة الولايات المتحدة إلى قائمة "الدول غير الصديقة". وقالت الخارجية الأمريكية إن السفارة في موسكو اضطرت، بسبب القيود المفروضة عليها، إلى فصل 182 موظفا، أي جميع الموظفين المحليين تقريبا. ولقد سبق أن حدث ذلك في التاريخ. ففي العام 1986، منعت القيادة السوفيتية آنذاك أيضا الأمريكيين من توظيف المواطنين السوفييت ردا على طرد أكثر من 50 دبلوماسيا سوفيتيا من الولايات المتحدة بتهمة "التجسس".
حول ذلك قال ماتلوك:
لا أعرف ما الذي تكسبه السلطات من طرد دبلوماسيي الدولة الأخرى من بلادها. ولا أفهم ما الذي تسترشد به السلطات في تقييد حق السفارات الأجنبية في تعيين موظفين محليين. ألوم كلا الجانبين (الولايات المتحدة وروسيا) على الوضع الحالي. لا يبدو لي أنهم يتصرفون ببُعد نظر.
خلال الحرب الباردة، أمضيت ما مجموعه 11 عاما في مناصب مختلفة بسفارة الولايات المتحدة في موسكو، وأتذكر جيدا أن هدفنا الرئيس في ذلك الوقت كان فتح مزيد من قنوات الاتصال، وخلق مزيد من فرص التواصل. أما الآن، فلدي انطباع بأن كلا الجانبين يسعيان، على العكس من ذلك، إلى تضييق هذه القاعدة. لكن هذا، في رأيي، لا يلبي مصالح أي من الجانبين.
اليوم، تواجه الولايات المتحدة وروسيا (والصين أيضا) العديد من التحديات المشتركة: جائحة فيروس كورونا، وتغير المناخ، وتدفقات الهجرة، وما إلى ذلك. نحن في أمس الحاجة إلى حل هذه المشاكل بشكل مشترك بدلاً من الخلاف حول قضايا أقل أهمية. ومن خلال الحد بشكل مصطنع من قدرة الدبلوماسيين على القيام بعملهم، فإننا نقوض فرص العمل المشترك الناجح للتغلب على المشاكل العالمية.