الولايات المتحدة تعجّل إيران لكنها لا تستعجل
تحت العنوان أعلاه، كتب غينادي بيتروف، في "إكسبرت أونلاين"، حول مماطلة إيران في المفاوضات مع الولايات المتحدة حول العودة إلى الاتفاق النووي.
وجاء في المقال: الأمريكيون مستعدون للتفاوض على العودة إلى "الاتفاق النووي"، لكنهم لا يريدون لهذه العملية أن تطول. أدلى بهذا التصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين. وفي وقت سابق، عبروا عن الرغبة نفسها في وزارة الخارجية الفرنسية.
بالنسبة للولايات المتحدة، من المفيد ربط رفع العقوبات بجهود الرئيس الإيراني الإصلاحي حسن روحاني. ولكن، ربما يكون من المفيد للمرشد الأعلى والجزء المحافظ في مؤسسة الحكم الإيرانية أن يجري العكس. وإلى ذلك، فلدى رئيسي خطط طموحة للغاية. فهو أحد المرشحين المحتملين لخلافة علي خامنئي، الذي يعيش عامه الثالث والثمانين. وهكذا، فالتغلب على مكائد أعلى مستويات السلطة والوصول إلى كرسي المرشد مشكلة؛ أما المشكلة الثانية فهي ضمان اعتراف الشعب بالمرشد الأعلى الجديد. ويمكن حل المشكلتين باتفاق المنتصر مع الأمريكيين. وحينها سيحصل رئيسي على إكليل الغار، ويبقى لروحاني مجد مشكوك فيه، مجد من فشل في إقامة حوار مع الغرب وهزت الاضطرابات الجماهيرية البلاد في عهده. إحداها، بالمناسبة، اندلعت مؤخرا في محافظة خوزستان، التي يسكنها العرب جزئيا. وقد حاولت السلطات وقف الاضطرابات في أسرع وقت ممكن. وتم إطلاق سراح المحتجين المحتجزين بسرعة، وحرمان الولايات المتحدة من فرصة ربط مصيرهم بالمفاوضات بشأن "الاتفاق النووي". لكن الاضطرابات أظهرت أن المجتمع الإيراني ينتظر التغيير. وهذا يعني أن رفع العقوبات أمر ضروري.
من المقرر تنصيب رئيسي في الخامس من أغسطس. وفي إيران، يُفترض مع تغيير الرئيس أن تستقيل الحكومة، على أن يتم تشكيل حكومة جديدة ويصادق عليها البرلمانيون في موعد لا يتجاوز سبتمبر. وحينها ستكون إيران مستعدة لإجراء مفاوضات جوهرية. وهناك مسألة أن الولايات المتحدة لا يعجبها أنهم في إيران يتدبرون أمرهم من دون "الاتفاق النووي". ومع ذلك، فإنهم في إيران يخاطرون. فعلى الرغم من كل شيء، تستحق اللعبة بالتأكيد العناء، على الأقل بالنسبة للمحافظين المحليين.