عرّابو كوفيد: من خلّق الفيروس القاتل؟
كتبت فيرا جيرديفا، في "سفوبودنايا بريسا"، عن تحول الحرب ضد الوباء إلى حرب أُخرى بين الولايات المتحدة والصين.
وجاء في المقال: اتهم أعضاء الكونغرس الأمريكي الصين مرة أخرى بتخليق فيروس كورونا SARS-CoV-2. لقد أجرى الجمهوريون تحقيقا وخلصوا إلى أن الفيروس نشأ في مختبر في ووهان. أما في الحقيقة، فلا دليل مباشرا على ذلك. التقرير يستند فقط إلى "أدلة غير مباشرة" ومصادر مفتوحة. وقد تزامن ذلك مع مطالبة الكونغرس بإصدار قانون لمعاقبة العلماء والمسؤولين الحزبيين الصينيين، بزعم أنهم عرقلوا مواجهة الوباء بفاعلية.
وفي الصدد، قال الخبير العسكري أليكسي ليونكوف:
تحافظ الصين على تكتيكات الضغط التدريجي على الولايات المتحدة ولا تتحدث بحدة كما يفعل بايدن وحاشيته. يقوم الصينيون بخطواتهم كلها بمنهجية ودقة. ويطالبون، الآن، بالكشف عن بيانات بحث تم إجراؤه في مختبر أمريكي في فورت ديتريك من أجل تأكيد أن الفيروس ليس من أصل صيني. وأن الأمريكيين يحاولون ببساطة نقل المسؤولية إلى الصين.
ما هي دوافع الولايات المتحدة؟
هذه استمرارية للحرب التجارية. في بداية الوباء، انتهز الأمريكيون الفرصة وحاولوا عزل الصين عن بقية العالم. ليس من قبيل المصادفة أنهم جادلوا في البداية بأن الفيروس يصيب الصينيين فقط وعبّروا عن دهشتهم من انتقائيته.
الآن، مع احتمال أن تكون الولايات المتحدة متورطة في تفشي الجائحة، قد يؤدي ذلك إلى تفاقم أكبر للأمر في الأجندة الداخلية في أمريكا. فالمواطنون الأمريكيون، على الرغم من إقبالهم على التطعيم بطاعة، يطرحون الأسئلة. ففي الواقع، وعلى الرغم من التطعيم الجماعي، عدد القتلى من الأمريكيين تجاوز عمليا الخسائر في حرب فيتنام.
وتوجيه الاتهام للصين وسيلة فاعلة لتخفيف حدة الوضع الداخلي في الولايات المتحدة. فكما هو معلوم، وجود عدو خارجي يوحد الأمة دائما.
في الواقع، عند التحقيق في أسباب الوباء، يجب على الأمريكيين أن يبدؤوا بأنفسهم. فإذا أحصينا عدد المختبرات التي تعمل في الولايات المتحدة على دراسة الفيروسات وتطويرها، نحصل على مجموعة ضخمة من المختبرات البيولوجية. وهكذا، فلدى الأمريكيين إمكانات أكبر في هذا الصدد من الصينيين.