اندلاع معركة دبلوماسية بين القوى العظمى من أجل بحر الصين الجنوبي
كتب فلاديمير سكوسيريف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول وقوع دول آسيان بين مطرقة أمريكا وسندان الصين.
وجاء في المقال: في معركة السيطرة على غرب المحيط الهادئ، تضغط الولايات المتحدة والصين بلا مواربة على دول رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان). حصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين على وعد بدعم حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي في محادثات مع وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي. مستغلا هذه الذريعة، يوجه البنتاغون سفنه إلى الجزر المتنازع عليها، والتي أعلنتها الصين من أراضيها.
كيف سترد بكين على واشنطن؟ يمكن استخلاص استنتاجين من خطاب وزير الخارجية الصيني وانغ يي في الاجتماع: أولاً، لن تتنازل جمهورية الصين الشعبية أمام الضغوط؛ ثانيا، تريد الصين إقناع أعضاء الرابطة (آسيان) بأنها ليست دولة توسعية على الإطلاق. وقال الوزير إن بكين لن تطرح أبدا مطالب جديدة بشأن هذا البحر، ولن تتخذ أي خطوات أحادية الجانب تؤدي إلى تفاقم الخلافات على الممر المائي. وأيد الأطروحة الأخيرة ببيان أنه يريد التوقيع بسرعة على ما يسمى بمدونة قواعد السلوك للبلدان المشاطئة لبحر الصين الجنوبي. علما بأن التوافق على مسودة هذه المدونة تم في العام 2017، لكن بكين عارضت إعلانها، في ذلك الحين، خشية على ما يبدو من أن تتدخل واشنطن في المفاوضات. أما الآن، فالدبلوماسية الصينية تبدو مستعدة للموافقة على المدونة التي تهدف إلى منع الحوادث والاصطدامات في البحر.
وفي الصدد، قال عميد كلية الدراسات الشرقية بالمدرسة العليا للاقتصاد، أندريه كارنييف، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "أعضاء آسيان، كما لو أنهم بين المطرقة والسندان. فهم، على أمل ألا يرتهنوا بقوة للصين، يتطلعون إلى واشنطن. لكنهم لا يريدون أيضا الارتهان للولايات المتحدة. يريدون الحفاظ على مسافات متساوية منهما. إنما هناك اختلاف بين الدول: لاوس وكمبوديا، أقرب إلى بكين؛ بينما سنغافورة وبعض الدول الأخرى أميل إلى الولايات المتحدة. وهم جميعا منزعجون من تفاقم المواجهة بين الولايات المتحدة والصين. علما بأن المنافسة بين الدولتين تجري على خلفية خلافات دول المنطقة نفسها مع الصين. لا أحد ينوي التراجع عن مواقفه. لذلك، سوف تستمر الولايات المتحدة باستغلال هذه الخلافات لمصلحتها".