أعواد الثقاب ليست لعبة للأطفال
تحت العنوان أعلاه، كتب مدير مركز "دراسة تركيا الجديدة" يوري مواشيف، في "إزفيستيا"، مشككا في رواية قيام "أولاد النار" الأكراد بإشعال الحرائق في تركيا.
وجاء في المقال: التهمت الحرائق التركية الغابات على سواحل بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط، واجتاحت أكثر من 30 منطقة. الحديث يدور عن أضرار هائلة لحقت بالمزارع والأراضي، يصعب على الأذهان إحصاؤها.
ينصب اهتمام الرأي العام على الزعيم التركي وقراراته. ولكن هنا بالذات تكمن مشكلة كبيرة أخرى: ليس هناك من يتقاسم معه الزعيم هذا العبء الهائل من المسؤولية.
كلمة ممثلي المعارضة النظامية من حزب الشعب الجمهوري في البرلمان تصب الزيت على النار. ففي إحدى خطاباته، أشار النائب من محافظة موغلا، مرسل ألبان، إلى وجوب أن يستقيل أردوغان ووزراؤه، لأن لديهم ممتلكات فخمة، "لكن ليس لديهم طائرات لإطفاء الحريق".
وعليه، فإن أكبر الفواتير هي الفاتورة السياسية، ويجب على أحد ما تسديدها بسخاء. وهذا ما يجبر الرئيس على التصرف دون إبطاء. وبحسب قوله، فقد قبضت قوات الأمن على عدد من المشتبه بهم. ولكن الرئيس لم يحدد بعد المنظمة أو القوة السياسية المسؤولة عن ذلك.
بيد أن وسائل الإعلام سبقته، فألقت بالمسؤولية عن الحرائق على منظمة "أولاد النار" المرتبطة بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
ومع أن هذه الرواية لا تزال شبه رسمية، إلا أنها تثير كثيرا من التساؤلات والشكوك. فعلى سبيل المثال، كانت السلطات التركية تدعي باستمرار في السنوات الأخيرة أن الجمهورية هزمت حزب العمال الكردستاني والهياكل التابعة له في شرق البلاد؛ وكيف يمكن تفسير حرائق اليونان المجاورة التي بدأت بالتزامن مع الحرائق التركية تقريبا في حرارة جو بلغت 45 درجة؟
أسئلة كثيرة تطرح على المسؤولين الأمنيين: هل هم يسيطرون على الموقف أم لا؟ إذا استطاع عدة مخربين "حرق تركيا"، على حد تعبير الرئيس أردوغان، فهل تحتاج تركيا إلى مثل هذه المخابرات؟
من دون إجابات عن الأسئلة المطروحة، تبقى الرواية عن مسؤولية "أولاد النار" محط شكوك.
المصدر: روسيا اليوم