روسيا مستعدة للدفاع عن آسيا
كتب ألكسندر بولغوف، في "كومسومولسكايا برافدا"، حول قابلية المنطقة للتفجر بعد انتصار طالبان في أفغانستان، وعامل الأمان الروسي.
وجاء في المقال: تعمل واشنطن الآن جاهدة لجعل جيران أفغانستان يوافقون على استقبال اللاجئين الأفغان وتعزيز الوجود الأمريكي في المنطقة. في المقابل، تعد الولايات المتحدة بتعويضهم ماليا ومساعدتهم كحلفاء. علما بأن الأحداث الأخيرة في كابول أظهرت القيمة الحقيقية لمثل هذه الوعود.
لا تستطيع بلدان المنطقة الاستغناء عن حلفاء حقيقيين وفيين بالتزاماتهم. وهنا لا يوجد منافس لروسيا عمليا. نعم، هناك الصين، القوية والضخمة، لكنها تنتهج سياسة داخلية صارمة للحفاظ على الاستقرار في بلدها، وتفضل عدم التدخل بشكل علني وصريح في النزاعات خارج حدودها، مع إعطاء الأولوية لأشكال التعاون الاقتصادي أو الضغط من أجل مصلحتها الخاصة. وهناك تركيا، لكنها أثبتت وجودها بتحالفها مع بعض الجماعات المتطرفة وحتى الإرهابية، والتي عادة ما تميل إلى الخروج عن سيطرة القوى التي ترعاها.
ربما، في ظل الظروف الحالية من المخاطر المتزايدة على دول المنطقة، تبقى روسيا وحدها الضامن الفعال الوحيد لأمن هذه الدول. وقد أكدت موسكو بالفعل استعدادها لتقديم كل المساعدة اللازمة، سواء في المجال السياسي أو في مجال التعاون العسكري التقني. وهذا أمر مهم، سواء من خلال منظمة معاهدة الأمن الجماعي أو على أساس المعاهدات الثنائية.
بداية، يمكن أن يدور الحديث عن تعزيز الحدود مع أفغانستان. وبالمناسبة، فإن طالبان المنتصرة، بدأت تطور مع روسيا، إلى جانب الصين وباكستان، حتى الآن، علاقات طبيعية. ويمكن لهذا أن يشكل، من بين أمور أخرى، عامل أمان إضافي لدول آسيا الوسطى، بدرجة ما. خاصة في الظروف التي لم يتم فيها تحديد مستقبل أفغانستان بعد، وقد تصبح البلاد نفسها ساحة حرب أهلية جديدة تخوضها مجموعات إرهابية مختلفة، وبنتيجتها سيتم إخراج المهزومين إلى البلدان المجاورة.