ما هي الماجما
الماجما عبارة عن مزيجٍ من المواد المنصهرة (صخر سائل وشبه سائل) تمتاز بدرجة حرارةٍ مرتفعةٍ، وتتواجد في أعماق سطح الأرض. في عام 1859، كان أول استخدام معروف لكلمة الماغما، والتي تعني باليوناني “المرهم السميك”، وهي مرادفةٌ لكلمة “صُهارة” في اللغة العربية.
للأرض بنية ذات طبقاتٍ تتكون من القشرة والوشاح ولُبّ خارجيّ ثم لُبّ داخليّ، تتواجد الماغما في الوشاح وتشغل قسمًا كبيرًا منه، ويمكن لهذه الصهارة أن تخرج عبر الثقوب أو التشققات في القشرة، مما يؤدي لثوراتٍ بركانيّةٍ، وعندما تتدفق تلك أو تخرج من سطح الأرض، يُطلق عليها الحمم البركانية.
مثل الصخور الصلبة، الماغما عبارةً عن مزيجٍ من المعادن، وتضم كميات صغيرة أيضًا من الغازات المنحلّة مثل بخار الماء وثاني أكسيد الكربون والكبريت، ونتيجة الحرارة والضغط العاليين تحت قشر الأرض الأرض تبقى الصهارة في حالةٍ سائلةٍ. هناك ثلاثة أنواعٍ أساسيةٍ من الماغما وهي البازلتية، الأنديزيتية، والريوليتية، ولكلٍ منها تركيبةً معدنيةً مختلفةً، إلا أن جميعها تحوي نسبة كبيرة من السيليكا.
تؤثر لزوجة (سُمك) الماغما التي تنشأ من البركان على شكل البركان الذي سيتشكل بعد الانفجار، فالبراكين شديدة الانحدار تكون ذات ماغما عالية اللزوجة، في حين تتشكل البراكين السطحية من الماغما المُنسابة (ذات اللزوجة الخفيفة).1
تشكُّل الماغما
الماغما سائل في غاية السخونة، تتشكل من ذوبان الصخور في غلاف الأرض الصخري، والذي يمثل غلاف الأرض الخارجي والجزء العلوي من الوشاح، وغلاف المَورِي (وهو الطبقة الواقعة تحت الغلاف الصخري).
حتى يذوب الصخر يلزم وجود حرارةٍ عاليةٍ جدًا، أي يجب أن تتراوح درجة الحرارة ما بين 700-1300 درجة مئوية (حوالي 1200-2400 درجة فهرنهايت)، لذا قد يتبادر لذهنك بأنه يجب أن تتواجد الصخور في مسافةٍ عميقةٍ جدًا تحت سطح الأرض لكي تصل لدرجة الحرارة المناسبة للذوبان. ولكن في الواقع، وبفضل التدرج الحراري الأرضي، ترتفع درجة حرارة الأرض بسرعة كبيرة من خلال التنقل ضمن أعماق الأرض، أي أن درجة الحرارة تزداد مع العمق بمتوسط 25 درجة مئوية لكل كيلومتر، لذلك، نحصل على 1000 درجة، في حوالي 40 كيلومترًا عمقًا.
كما أن نقطة الانصهار مسؤولة عن طبيعة محتويات الماغما من معادنٍ وصخورٍ، فكما نعلم المعادن المختلفة تذوب في درجات حرارةٍ مختلفةٍ، لذلك عندما تبدأ الصخور بالذوبان، فإن المعادن ذات نقطة الانصهار الأدنى تذوب أولًا، وهذا مهمٌ لأنه مسؤول عن تشكيل ماغما ذات تركيبةٍ كيميائيةٍ مغايرةٍ، كما أنه أحد الأسباب وراء اختلاف مكونات الماغما.
تحوي الماغما أشياء أخرى مخلوطة ضمنها، على سبيل المثال، تحتوي عادةً على قطعٍ وأجزاءٍ من المعادن لم تذب بعد أو تجمدت (أو تبلورت) من الحالة المنصهرة أثناء تبرّد الصهارة، هناك أيضًا عدة غازاتٍ مختلفةٍ ذائبةٍ في الصهارة، مثل بخار الماء وثاني أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين، ويمكن أن يكون هناك أشكالٌ غازيةٌ من حمض الهيدروكلوريك أو الكبريتيك، وفي بعض الأحيان تتشكل فقاعات الغاز من الصهارة.
* الماغما التي تتدفق على سطح الارض تسمى ( اللابة).